عرف إجتماع لجنة إنتقاء البرامج الخارجية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، الذي عُقد يوم الجمعة 25 أكتوبر الجاري، صداما غير مسبوق وتبادلا خطيرا للإتهامات بين أعضاء اللجنة بخصوص طلب عروض يتعلق بمسلسل تلفزيوني، وهو ما فجر الوضع وكشف أوجه الفساد المستشري داخل هذه المؤسسة العمومية التي يرأسها فيصل العرايشي منذ 20 سنة.. وانتفض أحمد الدافري ضد صباح بنداوود، متهما إياها بمحاباة إحدى شركات الإنتاج، وانتقد طريقة اشتغال اللجنة والزبونية في اختيار المشاريع، وهو ما تسبب في خلق جو مشحون داخل اللجنة التي انهت اجتماعها على وقع خلافات أدت في نهاية المطاف إلى تقديم الدافيري لاستقالته يوم الاثنين 25 اكتوبر الجاري.. وأعلن أحمد الدافري عن استقالته من اللجنة، يوم الاثنين المنصرم عبر تدوينة على صفحته بالفيس بوك، حيث كتب يقول :"لكل المهنيين الذين يشتغلون في الحقل التلفزي الوطني، عن كوني لم أعد عضوا في لجنة إنتقاء مشاريع برامج قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وذلك بعدما قدمت إستقالتي كتابة لرئيسة هذه اللجنة، وبعثت بنسخة من الإستقالة إلى الرئيس المدير العام ورئيس المجلس الإداري للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الذي كان قد اقترحني قبل سنتين عضوا ضمن هذه اللجنة. وبه وجب الإعلام. وهذا ما كان". ما وقع يوم الجمعة خلال إجتماع لجنة إنتقاء البرامج الخارجية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، أثار ردود فعل كثيرة سواء داخل إدارة العرايشي او خارجها، وفي هذا الصدد نشر زكرياء قسي لحلو، وهو منتج برامج الدراما وممثل وسيناريست، فيديو عبارة عن "لايف" على صفحته الخاصة بالفايسبوك، فجّر فيه بعض الحقائق وكشف المسكوت عنه داخل اللجنة، وانتقد عملها وتشكيلتها، وطريقة عملها العشوائية، وانتشار داء الزبونية والمحسوبية في جسدها، واصفا أعضاء اللجنة ب"الخوروطو" وقال عنهم إنهم "ناس دون مستوى تقييم الأعمال.. ( الخرُوطو تُقولو جَلس.. ْ جَلس. ْ وَقْف.. ْ وَقْف)" مضيفا أن "إحدى الشركات تستفيد بشكل كبير من مشاريع، وقد سبق لي أن رفضت أحد هذه المشاريع لأنني أعلم كيف هي ماهيتها؟ وكيف يتم إنجازها؟". اتهامات لحلو لاعضاء اللجنة، لم تعجب صباح بنداوود، الصحافية العاملة بالإذاعة الوطنية وعضو اللجنة المذكورة، والتي ردّت عليه عبر تدوينة يوم الاثنين 28 اكتوبر الجاري، انبرت فيها للدفاع عن أعضاء ومسار اللجنة وإنجازاتها، إلا أن صباح بنداوود، حسب بعض المصادر المهنية، ارتكبت العديد من الخروقات القانونية التي حَّذرَ منها كل من قانون الصفقات العمومية ودفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بشكل يفقدها الأهلية للمشاركة في ما تبقى من جلسات لجنة إنتقاء المشاريع الخاصة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية.. يشار الى أن هذه اللجنة يتم تعيين اعضائها عبر مسطرة الإختيار من طرف المدير العام للشركة الوطنية، الذي يضع اسماءهم ضمن المقترحين الذين لا يتم تعيينهم رسميا باية وثيقة او مرسوم، وهي عملية اختيار واقتراح تعتمد على المزاج فقط. وعند اقتراح الاسم من طرف المدير العام وقبوله يتم الاتصال به من طرف سيدة اسمها "الهام الهراوي"، التي سيأتي الحديث عنها في مقال لاحق، نشرح فيه اسرار توظيفها وتحركاتها وأهم المخططات التي تقوم بها لصالح شركة تدعى "ايماج فاكتوري" التابعة سرا للمدير العام، وهي شركة جل موظفيها من النافذين المتعاونين مع المدير العام والذين كانوا سابقا يشتغلون سرا وعلنا بشركة "سيغما" للأشهار، وسيأتي الحديث عن هذه الشركة الجديدة وارقام معاملاتها وكيف تشتغل هي الأخرى بطرق غريبة تعود بنا الى ايام الجبروت والتسلط في استغلال السلطة التي يستعملها العرايشي ومن معه. أعضاء هذه اللجنة صامتون ولاحول لهم ولا قوة لسبب بسيط، هو أنهم يتقاضون تعويضات خيالية وضخمة تدخل في اطار "سد فمك" و"شوف وصقل". فكل برنامج يتم قبوله من طرف اللجنة يتقاضى عنه كل عضو من هذه الأخيرة ما يعادل 3 ملايين سنتيم.. واذا ما افترضنا أن اللجنة انتقت 10 برامج ومسلسلات وافلام فإن حظ كل عضو سيكون 30 مليون سنتيم! بالله عليكم هل من يتقاضى كل هذه التعويضات سيكون له رأي ضد شركة مثل "ايماج فاكتوري"، التي يقف واءها في السر المدير العام للشركة الوطنية؟، وهل سيكون له رأي ضد برنامج أنتجته شركة "عليان" لصاحبها عيوش، أو ضد كونيكسيون ميديا؟. هذه الشركات سيأتي الحديث عن كل واحدة منها، والتي تستحوذ على أموال الميزانية المرصودة للانتاج داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية.. ولنا عودة إلى الموضوع عبر حلقات سنخصصها لهذا الفساد الذي استشرى داخل الشركة واصبحت رائحته تفوح وتزكم الانوف..