فشل قايد صالح في مسعاه الرامي إلى إفشال الحراك الشعبي بالجزائر، حيث لم تجد نفعا تعليماته الرامية إلى منع وصول المتظاهرين إلى العاصمة الجزائر، للمشاركة في الجمعة الواحدة والثلاثين على التوالي منذ انطلاق ثورة الجزائريين السلمية يوم 22 فبراير المنصرم. وحجّ آلاف المتظاهرين، منذ صباح اليوم، إلى شوارع العاصمة الجزائر للردّ على قرارات قايد صالح الديكتاتورية ومحاولاته الفاشلة لتقزيم الحراك وإضعافه عبر سلسلة من الإجراءات التي يرفضها الشعب الذي عقد العزم على إسقاط النظام وكل رموزه وضمنهم قايد صالح نفسه، الذي كان إلى وقت قريب يساند بوتفليقة ويدعم ترشيحه لعهدة خامسة.. وهتف المتظاهرون رافعين اللافتات والشعارات المطالبة برحيل نظام العسكر وبناء دولة مدنية بعيدة عن أوامر وإملاءات المؤسسة العسكرية التي حكمت الجزائر منذ انقلاب الهواري بومدين(محمد بوخروبة) سنة 1962 على الحكومة المؤقتة المدنية برءاسة المجاهم بنيوسف بنخدة.. ومن بين الشعارات المرفوعة:"ماكانش انتخابات..ديرو الانتخابات في الامارات"، وذلك في إشارة إلى ولاء قايد صالح للامارات التي تدعم نظام العسكر بالجزائر وباقي الدول الديكتاتورية العربية.. وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر قد تفاعلوا بشكل كبير مع قرار قائد الجيش أحمد قايد صالح، الذي أمر أول أمس الأربعاء، بمنع الحافلات والعربات من نقل متظاهرين إلى العاصمة للمشاركة في المسيرات الشعبية التي تنظم كل يوم جمعة منذ نحو 31 أسبوعا. وذكّره البعض بما ينص عليه الدستور الجزائري بخصوص حرية التنقل، فيما سخر البعض الآخر من القرار الذي سيجعل حسب تعليقاتهم "الدخول للعاصمة يتطلب تأشيرة". وكتبت سهيلة حمادي، صحافية سابقة، على صفحتها على فيس بوك، حول عدم تطابق قرار قايد صالح مع المادة 55 التي تمنح الحرية التامة لجميع المواطنين في التنقل دون قيود عبر التراب الجزائري وفي أي وقت. ونشرت الصحافية مقتضيات المادة 55 التي تنص على انه "يحق لكل مواطن يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية، أن يختار بحرية موطن إقامته، وأن يتنقل عبر التراب الوطني. حق الدخول إلى التراب الوطني والخروج منه مضمون له. لا يمكن الأمر بأي تقييد لهذه الحقوق إلا لمدة محددة وبموجب قرار مبرر من السلطة القضائية". وأضافت الصحافية أن "حرية التنقل محفوظة من قبل الدستور لجميع الجزائريين. العاصمة ليست جمهورية مستقلة". كما استخدم الجزائريون الفكاهة والسخرية للتعبير عن تنديدهم بقرار قايد صالح، مستشهدين أحيانا بمسلسلات فكاهية مشهورة أو أغاني شعبية وأحيانا أخرى بصور مركبة لتأشيرات وتصريحات بالمرور. ونشر مواطن من مدينة خنشلة، شرق الجزائر، على صفحته على فيس بوك، تأشيرة قال إنه تحصل عليها من قنصلية الجزائر الواقعة في مدينته تسمح له بالدخول إلى الجزائر العاصمة. وتوضح التأشيرة، التي نشرها موقع قناة فرانس 24، أن القنصلية منحت له الحق بالمكوث يوم واحد فقط في العاصمة الجزائر مع إمكانية مزاولة الشغل خلال إقامته.