قال عبد الرحيم الوالي، باحث، إن تصريحات المسمى حماد القباج حول العمل الفني الذي تم تقديمه بمناسبة زيارة بابا الفاتيكان للمغرب تدل على الجهل المزدوج: أولاً، الرجل جاهل بالدين وثانيا جاهل بالموسيقى. جاهل بالدين لأنه يعتقد أن الأذان نص مقدس بينما هو ليس كذلك بالمرة. وكل من قرأ تاريخ الإسلام يعرف أن الأذان عبارة عن توليفة شارك الصحابة في وضعها إلى جانب النبي، أي أنه نص وضعي وضعه الإنسان وليس مصدرُه، بالمنظور الديني نفسه، هو الوحي. وأضاف الوالي في تصريح ل"تليكسبريس"، أن "الرجل أيضا جاهلٌ بالموسيقى لأنه لا يعرف أن الأذان يؤدى منذ أزمنة بعيدة وإلى يومنا هذا وفق مقامات موسيقية. بل إن القرآن نفسه يُجَوَّد ويُرتَّل وفق المقامات الموسيقية نفسها. وقراءة القرآن يعرفون هذا جيدا، ولربما كان يكفي لكي يحارب الرجل جهله أن يدخل إلى موقع يوتوب ليجد عشرات الأشرطة التي يُرتل أو يُجَوَّد فيها القرآن على مقام الراست أو البياتي أو الحجاز أو الصبا ...إلخ. بل إن المقرئين سواء منهم المرتلين أو المجودين، أو من يجمع بين التجويد والترتيل، يتفاخرون في ما بينهم بمعرفة أكبر عدد ممكن من المقامات الموسيقية وإتقان الترتيل أو التجويد عليها." و أوضح الوالي، "بل الأخطر من كل هذا أن الرجل جاهل بالدين نفسه لأنه، على ما يبدو، لا يعلم بوجود حديث نبوي يقول: "تغنَّوا بالقرآن". والتغني، لكي يكون صحيحا، لا بد أن يتم على مقام موسيقي وإلا صار نشازاً تنفر منه الأذن. طبعا، قد يقول قائل إن الاعتراض ليس على التغني بواسطة الحنجرة البشرية وإنما على الآلات الموسيقية، وهذا أيضا جهل فظيع لأن الصوت البشري حين يغني بشكل صحيح يُصدر نفس الأصوات الموسيقية التي تصدرها الآلات والتي يمكن قياس تردداتها بشكل دقيق وبطريقة علمية". وخلص الوالي إلى أن "هذا أمر يعرفه حتى المبتدئون من طلاب الموسيقى والغناء الذين توضع رهن إشارتهم اليوم، بحكم التطور التكنولوجي، آلات إلكترونية للدوزنة بإمكانها قياس الأصوات الصادرة من الآلات الموسيقية أو من الحنجرة وتمييز السليم منها من النشاز. ولكنه الجهل. وحين يتكلم الجهل فمن الأفضل تجاهله".