في الآونة الأخيرة، بدينا كنشوفو شي حاجة إسمها الفيلم التربوي، يقوم بإخراجه بعض أصدقائنا المعلمين، ما فيها باس نصنعو أفلام تربوية لها رسائل ووظائف بيداغوجية اجتماعية، نفسية وسياسية، ونهتم بالطفل المغربي ونوجهه، ونقحمه في العملية الفنية سوء من خلال إسناد أدوار في هذه الأفلام، أو من خلال دعوته للمشاهدة، بغرض تنمية قدراته الإبداعية. لكن في المقابل يجب على هؤلاء المعلمين الذين يلجون مجال السينما أن يعلموا أن المسألة ليست وحيا وإنما هي دراسة وتكوين وإلمام بعلوم وفنون السينما المتنوعة والمتشعبة، وهو ما يفتقد إليه جل هؤلاء المعلمين \ المخرجين، إذ لا يعقل أن يخلق الفرد وهما ويصدقه ويصير مخرجا بين عشية وضحاها من دون مقدمات…قليلا من الحياء من فضلكم، وللي بغى يدبر على راسو ويحقق مآربه الشخصية ويتموقع ويحرق المراحل يشوف شي طريق أخرى من غير الفن والثقافة، الناس راهم فاقوا وعاقوا بهذا الطنز وهاد القوالب. حتى أنا عندي فيلم ولكن ماشي تربوي وإنما ( تراباوي)…و راني تمحنت وتعذبت وكابدت مشاقا عظيمة في صناعة الفكرة وطرز السيناريو والديكوباج ، باقي لي غي الشخصيات واختيار أماكن التصوير، وشوية ديال الملابس وشي كاميرا، ولكن سمحو لي ما غاديش ندير ليكم بوز دو كافي، لأن الفيلم ديالي يخاطب العقل والفطنة، والبطنة تذهب الفطنة., وإليكم سيناريو الفيلم.. - المشهد الأول ( لقطة خارجية مضببة، والكاميرا تتحرك بطريقة لولبية من الأعلى إلى الأسفل ) – شخص يتمرغ ويتكور في التراب ويصيح من تراب خلقت وإلى التراب سأعود، سبحان الحي الذي لا يموت, - فاصل سينوغرافي مضبب: ( تتحول عدسة الكاميرا نحو الأفق، حيث الضباب الكثيف، و بسرعة البرق ترصد مشهدا لصلاة الجنازة، ( مشهد خارجي ذو بعد جانبي، مع استعمال تقنية الإضاءة الملولبة،) ,,ويبدو المشيعون بعضهم يقرأ القراآن، وبعضهم يتناوب على دفن- ا الميت تحت التراب. - المشهد الثاني : ( تظهر سيدتان تولولان، وتلطمان، وتتمرغان في التراب) .. - المشهد الثالت : ( المخرج للي هو أنا، غادي كنجري وكنغوت وكنضرب عباد الله بالحجر، وكنصيح : الله يلعن للي ما يحشم…بعدها أسقط وأبدأ في التمرغ والتكور في التراب، ويسمع صوت خشن مدو ومجلجل يناديني: قم يا أبا تراب. وتبدا الكتابة طالعة فيها : فيلم : أبو تراب_ قصة، سيناريو، توضيب، تصوير، هندسة الصوت، مونتاج، تشخيص، إخراج، إنتاج ( ع,ع)