رجلان من خيرة الرجال الذين تركوا بصمات لدى المواطن التازي، رجلان استطاعا أن يجعلا من بعض النقط السوداء التي كانت، قبل حلولها على تازة، مطرحا لرمي النفايات، فحولوها إلى فضاءات ذات مناظر خلابة تستهوي شباب تازة الذين التقط بعضهم صورا تذكارية أمام جدارياتها. إن الأمر يتعلق بالسيد محمد فتال عامل الإقليم الذي أحيل على التقاعد بعد تجاوزه سن التقاعد بثلاث سنوات (تمديد الثقة) . استطاع الرجل ، وفي المدة الوجيزة، أن يعيد الهدوء إلى مدينة شهدت أحداثا مؤلمة، رجل نهج سياسة القرب في تدبير الشأن الإقليمي سبيلا، سلك طريقة الشفافية والتواصل، ودعا محيطه إلى نهجهما، كان رجل شغوفا بالبيئة وحمايتها، بجمال الطبيعة وتأهيل مناطقها، لكن وجوه الفساد ولوبي العقار وتجار السياسة وسماسرة الانتخابات حدت من عطاء رجل أحب تازة فأحبته ساكنة إقليمها، غادر محمد فتال تازة كما غادرها من قبله مصطفى العلمي العامل الذي كان له الفضل الأول في إنجاز سد باب الوطا الذي يمد الآن تازة بالماء الشروب، غياب الرجلين عن تازة الفضاء والمحيط لا يعني نسيان فضلهما عليها بالرغم من العراقيل التي وضعت أمام محمد فتال من طرف وجوه الفساد والمفسدين الذي سعوا بكل طاقاتهم لتعطيل مشاريع مهمة قد لا ترى النور قبل الحملة الانتخابية المقبلة. أما باشا المدينة عبد الكريم حمدي الذي سلك نفس النهج الذي سطره محمد فتال، فسهر على تحرير جزء مهم من الملك العمومي، لكن أيادي العبث الانتخابي كانت لها كلمة أخرى تتمثل في إغراق المدينة بالكائنات القصديرية والخيام التجارية واحتلال ساحات المساجد والشوارع. فهنيئا للرجلين:محمد فتال وحمدي عبد الكريم، هذا الأخير الذي عين عاملا على إقليمالمضيق – لفندق، وعزائي لتازة فضاء ومحيطا وساحات وحدائق ستغزوها قريبا الأكشاك وبلطجة الانتخابات، وسيستأنف لوبي العقار وتفويت الأراضي المخزنية نشاطه الذي أوقف فتال نزيفه، وسيظل مطرح العمومي للنفايات مكانه بعدما كان فتال وضعه في أولوية برنامج عمله، ولن تعرف المحطة الطرقية طريقا لها بتازة، ويبقى السوق الأسبوعي وسمة عار تشل حركة السير على الطريق الوطني رقم بشارع بئر أنزران، هكذا أراد مجلس تازة لتازة أن تكون، والأمل معقود على عبد العالي الصمطي العامل الجديد الذي نقول له:" الله يكون في عونك مع ثعابين وذئاب همها الوحيد جمع الثروة وعرقلة المشاريع وطرد المستثمرين.