خبراء يكشفون دلالات زيارة الرئيس الصيني للمغرب ويؤكدون اقتراب بكين من الاعتراف بمغربية الصحراء    تخليد الذكرى ال 60 لتشييد المسجد الكبير بدكار السنغالية    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    موتسيبي: "فخور للغاية" بدور المغرب في تطور كرة القدم بإفريقيا    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    قلق متزايد بشأن مصير الكاتب بوعلام صنصال بعد توقيفه في الجزائر    الموت يفجع الفنانة المصرية مي عزالدين    عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية        طقس السبت.. بارد في المرتفعات وهبات ريال قوية بالجنوب وسوس    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    وسيط المملكة يستضيف لأول مرة اجتماعات مجلس إدارة المعهد الدولي للأمبودسمان    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    غارات إسرائيلية تخلف 19 قتيلا في غزة    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    ضمنهم موظفين.. اعتقال 22 شخصاً متورطين في شبكة تزوير وثائق تعشير سيارات مسروقة    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    موتسيبي يتوقع نجاح "كان السيدات"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    الصويرة تستضيف اليوم الوطني السادس لفائدة النزيلات    الرئيس الصيني يضع المغرب على قائمة الشركاء الاستراتيجيين    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط    صادرات الصناعة التقليدية تتجاوز 922 مليون درهم وأمريكا تزيح أوروبا من الصدارة        خبراء: التعاون الأمني المغربي الإسباني يصد التهديد الإرهابي بضفتي المتوسط    الإكوادور تغلق "ممثلية البوليساريو".. وتطالب الانفصاليين بمغادرة البلاد    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    كينونة البشر ووجود الأشياء    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزبال تحول الدار البيضاء إلى بؤرة سوداء
نشر في أخبارنا يوم 16 - 11 - 2011

« كاسا زوينة ولكن موسخة …» كان هذا الإنطباع الأول الذي عبر عنه شاب من الباهاماس بدارجة ركيكة ، الشاب الأسمر البشرة، حل ضيفا بالمغرب زار العديد من البلدان ، وبات يمتلك معطيات للمقارنة ولم ينطق من فراغ ، انعقدت ألسن جلساء الشاب من أبناء المدينة، ولم يجدوا ما يدفعون به قوله، غير ابتلاع « غصة الإهانة » وتجرعها برشفات من الشاي فقد كانوا يعلمون حقا أن مدينتهم كما يقول الشاب الأجنبي …دون انتظار ملاحظات الأجانب ، كل من زار بعض المدن المغربية في الشمال و الجنوب، أصبح يلحظ بشكل جلي درجة «العفونة» التي وصلتها شوارع وأزقة وممرات الدار البيضاء ، حتى المناطق التي كانت تصنف في خانة الأحياء الراقية، باتت تزخر بالساحات الوسخة والمطارح العشوائية، نفايات مكومة بشكل عشوائي، فوق الأرصفة وعلى جنبات حاويات النفايات، داخل أكياس بلاستيكية وخارجها تنشر البشاعة والمشاهد المقززة في كل مكان 0
حرب يومية حول حاويات الأزبال
ركام النفايات يفوق حجمه حجم الحاويات ، الحديد ، الخشب ،المطاط،الزجاج، البلاستيك، الحجر وأكوام التراب ،الأثواب والمواد العضوية من خضر وخبز وسوائل وحيوانات ومتلاشيات منزلية من أفرشة وآلات منزلية، ملابس ونفايات ممنوع التخلي عنها مباشرة في الهواء الطلق، أو وضعها في الحاويات العمومية أو رميها لشاحنات جمع النفايات، عدد الحاويات غير كاف وحجمها غير متناسب مع الكميات التي يقذفها المواطنون يوميا وتوقيت وكيفية تفريغ الحاويات غير مناسب تماما، أكثر الحاويات يوجد في قارعة الطريق ويعرقل السير 0 بعض الأحياء تشهد ما يشبه حربا يومية بسبب قمامات الأزبال، مجموعة من السكان يرفضون وضع حاويات القمامات أمام أبواب منازلهم، لأنه ينجم عن ذلك العديد من الأضرار الصحية، المشكل لا يكمن في وجود القمامات، ولكن في تأخر بعض شركات النظافة في جمع النفايات المنزلية، ما ينجم عنه انتشار مهول للأزبال في المكان، الذي توجد به هذه الحاويات . لقد بات من الضروري على الشركات التفكير في طريقة أخرى، بدل وضع القمامات أمام المنازل، لأن العديد من الأماكن، تتحول إلى نقاط سوداء، حيث يتسبب تأخير مرور الشاحنات في تجمع النفايات وانتشار مهول للأزبال ، وهي مكدسة بشكل يشوه جمالية المدينة، مشاكل ومناظر تدفع إلى التساؤل ، هل نحن بالفعل في مدينة الدارالبيضاء التي تخصص لها ميزانيات ضخمة من أجل النظافة ؟ وماذا جنت الأحياء البيضاوية من وحدة المدينة ؟ وما الفائدة من تكليف شركات أجنبية بتجميع نفايات لم تستطع إلى حد الآن تدبيرها ؟
شاحنات مهترئة تنشر الرعب
دخان كثيف ينبعث من محركات الشاحنات ، أبواب بدون زجاج، روائح تزكم الأنوف على مساحافات بعيدة و هدير كالرعد في صوت المحركات . مياه سوداء كريهة تتسرب منها، أغلبية هذه الشاحنات المعدة لنقل الأزبالل، مهترئة وقديمة ويخرج الدخان من محركاتهابسبب عدم صيانتها، إضافة إلى أن أغلبيتها تفتقر إلى اللوحات الترقيمية، وإن وجدت فإنه من الصعب قراءتها دون التمعن جيدا في أرقامها التي أصابها التلف، الشاحنات لا يعبأ سائقوها غالبا بالإشارات الضوئية أو أصوات منبهات السيارات التي يحتار سائقوها في كيفية التعامل مع هذه الآليات الضخمة الهائجة 0 الحالة الميكانيكية المتردية لهذه الشاحنات ليست وحدها المشكل فقط، بل أيضا عدم الاهتمام بإطاراتها (العجلات) والتي رغم نهاية عمرها الافتراضي وزوال معالمها، فإن الشركة المذكورة مازالت مصرة على استعمالها، أما الأضواء فهي شبه منعدمة، الأمر الذي يجعل أرواح المواطنين بل حتى السائقين المغلوب على أمرهم في كف عفريت أثناء جولان الشاحنات بشوارع الدار البيضاء ليلا أو نهارا 0 الشاحنات تسببت في العديد من حوادث السير المميتة إما بسبب السرعة المفرطة أو بسبب إنعدام الفرامل، لكن ذلك لم يحرك ساكن مسؤولي الشركات الذين يبقى همهم الوحيد، حصد أكبر عدد من الأرباح من المدينة ، دون أدنى اكتراث للحالة الميكانيكية لهذه الشاحنات، حيث إن العديد من السائقين بقطاع النظافة سئموا الاشتغال في مثل هذه الظروف المفروضة من طرف الشركات، فإذا احتجوا وطالبوا بإصلاح الشاحنات التي يشتغلون عليها، يكون مصيرهم التهميش والعداء وأحيانا الطرد، وهم مرغمين حفاظا على قوت أبنائهم «التزام الصمت»، يقول أحدهم « الفوضى التي كانت على عهد تسيير الجماعات لقطاع النظافة، هي نفسها تتكرر حاليا مع شركات النظافة الأجنبية …» 0
مليوني طن من النفايات سنويا
بعد أقل من شهر على انتخاب مجلس مدينة الدار البيضاء ، أعلن يوم 28 نونبر 2003، عن طلبات عروض دولية لتدبير قطاع النظافة، ودخلت حلبة المنافسة 6 شركات كبرى، وتم اعتماد تقنية التنقيط على سلم 70 نقطة، وكل شركة لم تصل إلى جمع 70 نقطة يكون مصيرها الإقصاء. وبالفعل تم إقصاء ثلاث شركات، فيما تجاوزت سقف السبعين نقطة ثلاث شركات هي « سيجيدما، تيكميد، سيتاالتابعة لشركة ليديك » 0 فيما تم تقسيم مدينة الدار البيضاء إلى خمس مناطق : المنطقة الأولى تشمل أحياء (سيدي بليوط، أنفا، مولاي يوسف، المعاريف،) بساكنة تقدر ب 536 ألف نسمة، تنتج ما يفوق 976 ألف طن من النفايات، وقد فازت بتدبيرها شركة سيتا، أما المنطقة الثانية فتضم أحياء (بوشنتوف، مرس السلطان، الفداء الإدريسية ، الصخور السوداء والمشور،) بساكنة يصل تعدادها إلى 479 ألف نسمة، تنتج 195 ألف طن من النفايات، وفازت بصفقة تدبيرها شركة «تيكميد»، أما المنطقة الثالثة فتضم أحياء (عين الشق، سيدي معروف، ليساسفة) وقد حازت على تدبير نفاياتها شركة «سيجيديما». وتضم المنطقة الرابعة أحياء ( الحي المحمدي، عين السبع، البرنوصي) بساكنة تصل إلى 517 ألف نسمة، وتنتج ما مجموعه 151 ألف طن من الأزبال. وقد فازت بتدبيرها شركة تيكميد ، فيما المنطقة الخامسة والتي تضم أهم الأحياء الشعبية مثل (ابن امسيك، سيدي عثمان، السالمية، مولاي رشيد، اسباتة، سيدي مومن، أهل لغلام ) بساكنة تتجاوز 828 ألف نسمة، وتنتج نفايات تتعدى 227 ألف طن، هذه المنطقة لم تقدم فيها أي شركة من الشركات الثلاث عرضها، فكان لزاما الوصول إلى حل، وبعد مفاوضات وتسويات تم التوصل إلى حل يقضي باقتسام المنطقة بين الشركات الثلاث 0 و منذ فاتح مارس 2004 شهدت الدار البيضاء تحولا نوعيا، بخصوص تفويت مسؤولية خدمات التنظيف، لكن لوحظ أن جل هذه التحولات لم تستمر طويلا حيث بدأت وثيرة الخدمات المقدمة في هذا المجال تشهد تراجعا واضحا، خصوصا بالمناطق والأحياء الشعبية، الأوساخ والروائح الكريهة ومطارح النفايات المنتشرة هنا وهناك، توحي كلها أن المدينة في حاجة ماسة لمجهودات مضاعفة على مستوى النظافة، والدليل هو العدد الهائل من الجداريات والعبارات التي تحث على الإمتناع عن رمي الأزبال، دون أن ننسى أن القطاع يلهف 41 مليار سنتيم من ميزانية الدار البيضاء 0
الجماعات تنتفض في وجه الشركات
قبل سنة ارتفعت حدة الإنتقادات الموجهة لشركات النظافة بالدار البيضاء، بلغت حد التهديد بفسخ عقود تدبيرها للقطاع، الشركات وتحت الضغط طالبت المسؤولين بمهلة ثلاثة أشهر على الأقل، لإعادة تنظيف المدينة من جديد، وذلك بعد التعبير لممثليها في اجتماع رسمي، عن الإستياء من حالة «التعفن» التي وصلت إليها العاصمة الاقتصادية منذ الانتخابات الجماعية الأخيرة، حيث تحولت معظم الشوارع والأزقة الى مجمعات للأزبال، بعد أن أحجمت الشركات عن القيام بواجبها الذي تتقاضى عنه ما يزيد عن 41 مليار سنتيم سنويا 0 استدعاء المسؤولين لأصحاب شركات النظافة، جاء بعد الاحتجاجات المتكررة للسكان في كل المناطق، بعد أن جدوا أنفسهم وجها لوجه، أمام مزابل تؤثث شوارعهم وأحياءهم، حيث استغلت الشركات الثلاث فترة الانتخابات ، لتتقاعس عن القيام بواجبهم، وليست هذه هي المرة الأولى التي تبدي فيها الشركات، عدم جديتها في العمل، إذ سبق أن ضبطت في السنوات الأولى من عملها، وهي تترك الأزبال منتشرة وتجمع بدلها الحجارة أو تخلط الأزبال بالأتربة كي ترفع الأوزان التي تتقاضى مقابلها في مطرح مديونة 0 كما ضبطت تقوم بجمع النفايات من المصانع الكبرى الخاصة، مقابل تعويضات مالية من أرباب تلك المصانع، ليتدخل مسؤولو المدينة ويضعوا رقما ماليا (41 مليار سنتيم) لأداء واجبات هذه الشركات بدل العمل بالميزان أو غيره، وهو رقم تجاوز بكثير ما يتضمنه دفتر التحملات الذي ينص على تعويض هذه الشركات بمبلغ (33 مليار سنتيم)، في مقابل قطع التعامل مع الشركات، التي لم تأت بأي جديد للدار البيضاء 0 خلال تفويت قطاع النظافة الى الشركات الأجنبية، صرح بعض مسؤولي المدينة بأن الأخيرة لها خبرة في جمع الأزبال، وبأنها تتوفر على آليات متطورة في هذا المجال، لكن اتضح في ما بعد أن هذه الشركات لا تعمل إلا بالأسطول المغربي، الذي كانت تستعمله الجماعات البيضاوية قبل عشر سنوات، وهو أسطول اهترأ تماما، مسؤول بإحدى المقاطعات صرح للجريدة ، بأن إحدى الشركات الثلاث « تتعمد ترك الأزبال لأنها تريد بيع أسهمها ومغادرة الدار البيضاء بصفة نهائية، بعدما كسبت أموالا لم تكن تحلم بها، ولا تريد أن تتم مطالبتها بتجديد أسطولها الذي سيكلفها الكثير… » 0
شركات النظافة تدافع عن حصيلتها
مبلغ الغرامات التي طبقت على الشركات المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمدينة الدار البيضاء سنة 2010، تجاوز 1 مليار سنتيم بسبب خرقها للمقتضيات الواردة في دفتر التحملات والنقص الحاصل في خدمات جمع الأزبال، أما قيمة المبالغ التي استخلصتها شركات النظافة الثلاث (سيجيديما، تيكميد، سيطا) من خزينة البيضاء فقد وصلت إلى 41 مليار سنتيم ، تطور هذه المبالغ التي تستخلصها شركات النظافة، أرجعته مصادر من الشركات إلى التقسيم الجماعي لسنة 2007 وإضافة مناطق بضواحي البيضاء كالمكانسة والهراويين والحي الحسني ، إلى المدار الحضري 0 التطور السنوي لمبلغ العقدة الذي يستخلص من جيوب البيضاويين، يعود أيضا حسب المصادر السابقة إلى ارتفاع نسبة الضريبة على القيمة المضافة من 14 في المائة إلى 20 في المائة ، فيما ارتأت المصادر أن حمل شركات النظافة لكميات كبيرة من الأتربة وبقايا البناء، أصبح عبئا ماليا غير متوقع، ولا يمكن التغاضي عنه لكونه يسيء إلى جمالية المدينة، وتمثل الأتربة وبقايا البناء ما بين 17 و26 في المائة من الوزن الإجمالي للنفايات 0 وقد انتقلت قيمة مبلغ العقدة المبرمة مع شركة «تكميد» من 102 مليون درهم سنة 2004 إلى 125 مليون درهم سنة 2010، فيما ارتفع مبلغ العقدة مع شركة «سيطا» من 67 مليون درهم سنة 2004 إلى 163 مليون درهم سنة 2010 بارتفاع وصل إلى 250 في المائة، أما شركة «سيجيديما»، فإن مداخيلها من قطاع النظافة انتقلت من 71 مليون درهم إلى 81 مليون درهم 0 من جهة أخرى تحدتت مصادر من الشركات المفوضة بالنظافة عن وضعية المتأخرات التي لا زالت في ذمة مجلس البيضاء، والتي وصلت جراء مراجعة العقدة مع شركات النظافة إلى 10 ملايير سنتيم ما بين 2005 و2010، منها 45 مليون درهم لفائدة شركة «تكميد» و20 مليون درهم لفائدة «سيطا » و30 مليون درهم لفائدة «سيجيديما»، و بخصوص الخدمات غير المؤداة فوصلت إلى 14 مليون درهم، أما قيمة الاستثمارات التي قامت بها الشركات الثلاث، فقد وصلت إلى 11.4 مليار سنتيم ، تمثلت في شراء 147 شاحنة كبرى و127 شاحنة صغيرة و7000 حاوية لجمع الأزبال، فيما بلغت كمية النفايات المعالجة بالمطرح العمومي بمديونة إلى 3000 طن في اليوم بمعدل 650 شاحنة في اليوم 0
خصاص كبير في عمال التنظيف
ينهض قطاع النطافة بالمغرب على كاهل فئة يصل عددها الى حوالي 200 الف شخص، تقع عليهم مهمة النظافة اليومية لصالح 30 مليون مواطن مغربي. وبحكم التزايد لسكان المدن والهجرة القروية، بدأ هؤلاء العمال يكثرون من شكاويهم بسبب ضخامة المسؤولية الملقاة عليهم. ويقول احد مستخدمي النظافة ان مدينة الدار البيضاء، التي يصل عدد سكانها إلى خمسة ملايين نسمة، يوجد بها 30 الف عامل نظافة «يجمعون يوميا ما يقارب من 6700 طن من الزبالة، وهذا الكم الخطير يفوق بكثير طاقة هذه الفئة المهمشة، التي تجاهد يوميا لتدبير امورها بسواعدها وبوسائل غير فعالة وغير كافية وغير صحية». وأوضح عامل آخر، ان المنظف الواحد يقوم يوميا بكنس وتنظيف ما بين 8 كيلومترا من الشوارع في شتى الظروف، ومع تزايد التلوث البيئي وعدم ايلاء النظافة ما تستحق من اهتمام، فإن قساوة عملهم لا تكمن فقط في طول المسافة التي يضطرون لكنسها، وانما كذلك في طبيعة وسائل التنظيف المتآكلة التي يستعملونها، فالعربات معظمها غير صالحة وعجلاتها معطوبة باستمرار وتفتقر الى المكانس، الأمر الذي يجبر بعضهم على استعمال سعف النخيل، فضلا عن ان المكانس المستعملة كلها من النوع الرديء. ولا يخفي أحد عمال النظافة الخطورة الكامنة في نوعية الفضلات، فهي تحوي مواد سامة وادوية منتهية الصلاحية وحقنا مستعملة ومواد كيماوية، وتدبيرها يتم بدون ان توفر للعمال وسائل وقاية مثل الكمامات والقفازات، مما يؤدي الى ظهور عدة امراض في صفوفهم مثل الحساسية وامراض الربو والتي تصيب الكلى والعيون وامراض الجلد واخرى مجهولة ومع ذلك لا ينعمون بأية تغطية صحية ولا يستطيعون تأمين الادوية. ومقابل الجهد الكبير الذي يقدمه هؤلاء العمال يقول سائق شاحنة نظافة: «راتبي لا يطعم حتى كلبا عند أحد اثرياء مدينتنا». فراتب الواحد منهم يتراوح ما بين 2000 درهم و 2500 في أحسن الحالات، وأغلبهم يظل على هذه الحال الى حين التقاعد او الموت 0 ومع ذلك فقد أدى استفحال ظاهرة البطالة ببعض العاطلين الحائزين شهادات في العلوم والآداب الى ممارسة هذه المهنة التي يحتقرها البعض وينظر لها نظرة دونية، لمجابهة متطلبات العيش، يقول أحد عمال التنظيف «بسبب العوز والدخل البائس، يضطر الكثير منا اما للنبش في القمامات المنزلية بحثا عن قطعة من الخبز او احذية وملابس عتيقة او قنينات غير مكسرة او قطع غيار ».
مطرح يساوي تسعة ملايير سنتيم
بمجرد ما أعلن محمد ساجد خلال إحدى دورات مجلس المدينة، مناقشة اقتناء قطعة أرضية بمديونة ، من طرف المدينة بقيمة 9 ملايير سنتيم ، مساحتها خمسة هكتارات، مقتطعة من الملك المسمى «كوليكتيف مرشيش»، ثار مستشارون من أحزاب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، للحيلولة دون تمرير «صفقة» مطرح مديونة وهو مادفع لتأجيل الحسم في الوضعية القانونية لمطرح النفايات الموجود بتراب عمالة إقليم مديونة 0 الإحتجاج مرده ما أثاره عضو بمكتب مجلس المدينة خلال اجتماع مصغر للجنة التعمير، ووصفه ب «الفضيحة» العقارية، التي تقدر ب 9,5 مليارات سنتيم، وتتعلق بعزم المجلس اقتناء القطعة الأرضية الموجود فوقها المطرح العمومي والتي لم يعرف لها مالكون ، خاصة بعد تأكيد رئيس قسم الشؤون القانونية بالجماعة الحضرية ، تحت ضغط أعضاء بالمجلس، أن هذه القطعة الأرضية لا مالك لها، ولم يسبق لأي شخص أن طالب بها، سواء بشكل مباشر أو عن طريق المحكمة، باستثناء مراسلة لعامل إقليم مديونة يطالب فيها بتسوية الوضعية العقارية لهذا المطرح، الذي كانت في الأصل مقلعا للأحجار 0 المطرح القديم سيتحول حب ما أعلن عنه عمدة المدينة لهكتارات واسعة من الفضاءات الخضراء والمنتزهات ستقام مكان مطرح الأزبال بمديونة، أكثر مما كان يحلم به سكان المناطق والدواوير المجاورة، الأشغال جارية حاليا لطمر المطرح القديم بالأتربة من قبل شركة أمريكية (إيكوميد كازا) ستتولى حسب دفتر التحملات تشجير حوالي 20 هكتار وتحويل المساحة المتبقية لمناطق خضراء تنسجم مع محيطها القريب، بعض المصادر تشير أن المطرح سيتم إغلاقه في غضون شهور قليلة، يعقبها مباشرة افتتاح المطرح الجديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.