قدر سكان سيدي مومن أن تظل أحياءهم في ارتباط تاريخي مع لقب «الزبالة». فقد كانت منطقتهم قبل عقود تعرف لدى البيضاويين ب«زبالة ميريكان» إلى أن تم نقل هذا المطرح البلدي إلى تراب عمالة مديونة. اليوم تعود أكبر مقاطعة جماعية كثافة سكانية بالعاصمة الاقتصادية إلى سابق عهدها مع انتشار النفايات في كل حي وشارع وزقاق.هذا الواقع البيئي الموبوء دفع مجموعة من الفعاليات الجمعوية والسياسية بسيدي مومن إلى إطلاق عريضة استنكارية منذ عاشر غشت الماضي من أجل جمع 10 ألف توقيع ضد شركة «تيكميد» المفوض لها قطاع النظافة، ثم رفعها إلى محمد ساجد رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء، وذلك لمطالبته باتخاذ الإجراءات الضرورية والاستعجالية لإنقاذ المنطقة مما أسموه «إهمال الشركة واستهتارها بالساكنة التي تعيش في ثلوت بيئي دائم». العريضة التي مازالت تجمع التوقيعات لحد الآن، كانت قد وضعت قائمة من المطالب، حددتها في «توفير العدد الكافي من عمال النظافة، وشاحنات جمع الأزبال ذات الجودة، وتغيير نظام الكنس بجعله مستمرا ودائما، ومد المنطقة بالعدد الكافي من الحاويات البلاستيكية والحديدية وإخلائها من الحاويات المكسرة، وتنظيم وضبط مرور الشاحنات لجمع النفايات المنزلية، وغسل الشوارع والحاويات، ووضع برنامج عاجل لمحاربة ظاهرة رمي الأتربة ومواد البناء، وتفعيل بنود الجزاءات والعقوبات للعقدة المبرمة». مر شهران على إعلان سكان سيدي مومن استنكارهم لواقع الأزبال بمنطقتهم، حيث رفعوا سقف تذمرهم من خدمات شركة تيكميد خلال حضوهم بكثافة في أشغال الدورة العادية للمقاطعة يوم 29 شتنبر المنصرم إلى المطالبة بإلغاء العقدة مع هذه الشركة، وهو نفس قرار التوصية المرفوع إلى مجلس المدينة، الذي خرج به كافة مستشاري المقاطعة بالإجماع. هذه المعطيات أكدها في اتصال هاتفي ب«عبد الغني مرحاني» النائب الأول لرئيس مقاطعة سيدي مومن، وعضو لجنة تدبير المرافق العمومية، مضيفا «أن المنطقة التي يصل عدد سكانها إلى حوالي 500 ألف نسمة حاليا، والمرشحة إلى أن تتحول في أفق السنوات المقبلة إلى مقاطعة مليونية جراء الزيادة السنوية للكثافة السكانية ب 12 ألف نسمة، لم تعد للشركة المكلفة بقطاع النظافة القدرة المادية والبشرية في تدبير جمع النفايات، نظرا لقلة إمكانياتها من شاحنات وآليات أخرى..». هذا الواقع الواضح للعيان سواء للقاطنين أو العابرين تحولت فيه العديد من الأحياء السكنية كسيدي مومن الجديد والقديم والتشارك وأناسي والأزهر والهدى والحرية وجوهرة وطوما والرحامنة والإقامات الأخرى إلى نقط سوداء لانتشار الأزبال والقاذورات في كل أرجاء هذه المنطقة السكنية، التي تمتد على مساحة 47 كلم مربع، والسائرة في طريق أن تصبح «زبالة كبيرة»، على حد مخاوف سكانها.