عبد الإله بسكمار ما الذي يجري في البلد ؟ أطراف سياسية ودينية وعرقية تتبادل الأحكام والاتهامات والخرجات المتطرفة من هنا وهناك ، هذا يدعو إلى تعطيل نصوص القرآن في الإرث وتعدد الزوجات فيرد عليه الآخر بتكفير كل زعماء اليسار من وطنيين على رؤوس الأشهاد إلى ليبراليين محسوبين على الوسط أو الوطن فحسب وتقوم القيامة على أحد زعماء العدالة والتنمية ( المفترض أنه الحزب الأغلبي والحاكم ) حينما أطلق نكتة منذ ثلاث سنوات يشتم منها رائحة السخرية من عرق امازيغي والحال أنه طالما تفكه المغاربة بينهم بما عرف عن جهات متعددة كأهل فاس ودكالة وأهل مراكش …إلخ فيتداعى القوم في شبه هستيريا لم ينفع معها سوى القسم بأغلظ الأيمان وتقديم اعتذار صراح لمن أحس الإهانة ، بل ذهب البعض إلى حد اقتراح قانون بتجريم القذف أو الحط من الأمازيغية وهو ما يذكرنا بقانون تجريم مناقشة المحرقة اليهودية الذي كان وراءه اللوبي الصهيوني بأوربا وكأن المغرب محتاج إلى كل هذه المشاهد المقرفة في الوقت الراهن وفي ظل أجواء خانقة اقتصاديا ومتأزمة اجتماعيا ، والغريب في الأمر أن تتزامن هذه الخرجات المتطرفة التي تنذر بأوخم العواقب على الوحدة الوطنية والتلاحم الاجتماعي للمغاربة ( وأكيد أن أصحابها يلعبون بنار محرقة )، الغريب أنها تزامنت مع ملفات فساد وتهريب أموال وشراء شقق بفرنسا وتهديد رئيس الحكومة بكشف مهربي تلك الأموال أمام البرلمان …مما اعتبره الكثيرون مجرد سهم شعبوي أطلقه بن كيران لاستعادة بعض الوهج الذي بدأ يفقده حزب المصباح بسبب تعثره حتى الآن في تنفيذ بنود الدستور وتطبيق الوعود التي منحها بسخاء للمغاربة….كل هذه المشاهد تعكس مستوى التردي الذي وصلته السياسة بالمغرب على يد زعماء لا يقدرون المصالح الوطنية العليا ولا المخاطر التي تحيق بالوطن بسبب لا مسؤوليتهم وعبثهم واستعدادهم لهدم المعبد على من فيه حفاظا على مصالحهم وامتيازاتهم ، فكلما طرق رئيس الحكومة بعض مناطق التماس مع الدولة العميقة إلا وارتفعت الأصوات الملتبسة هنا وهناك لإلهاء الشعب عن مشاكله الحقيقية والدفع بأشباه القضايا والمشاكل المفتعلة لغايات سياسوية محضة (كمسألة الإرث مثلا وهي من اختصاص مؤسسة إمارة المؤمنين ) ودفع البلاد نحو مسارات مجهولة ونحن نعرف أن جهات معينة لا تريد الإصلاح ولا وضع القطار في سكته الصحيحة ومن المضحك المبكي في هذا الركح السياسي الرديء خروج حزب عتيد عرف عنه دفاعه المستميت عن العروبة والسلفية المتنورة بقرار عرقي محض هو اعتماد التقويم الوهمي الأمازيغي …(.رغم أن غلاة الإيديولوجية الأمازيغية يقولون في علال الفاسي الزعيم التاريخي للحزب ما لم يقله مالك في الخمر) في مزايدة سياسوية خطيرة لعله يكسب بعض الأصوات خلال الانتخابات القادمة ويغطي على بعض فضائحه …التي حاول رئيس الحكومة كشفها رافعا دعوى قضائية ضد رئيس الحكومة بتهمة القذف كالعادة….. لا أحد في المغرب هنا والآن يعرف مآل هذه اللعبة التي تعبث بكل قيم المغاربة وما يجمع المغاربة ، ولا أحد يتصور السيناريو المرعب الذي يمكن أن تؤدي إليه المزايدات السياسوية وأشكال التطرف المقيتة والذهول عن التحديات الداخلية والخارجية والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة …. كل ما نحن متأكدون منه أن الشعب تعب ومل من هذه المسرحية الرديئة ( مما سيعززبالتأكيد ظاهرة العزوف عن التصويت ) وآن لمخرجيها أن يضعوا حدا لها لأن للمغرب الآن مشاكل وقضايا أهم بكثيرمن خرجات زعماء آخر زمن …وحفاظا على الوحدة الوطنية المهددة أولا وقبل كل شيء ….أقترح كمواطن بسيط يهمه شأن بلده ومصيره أن تجربوا الاختيارات الأخرى ياقوم إذا بلغ بكم كره رئيس الحكومة إلى حد تفجير الجبهة الإثنية والطائفية والدينية المتطرفة في وجهه …رفع ملتمس رقابة ….انتخابات سابقة لأوانها … حكومة ائتلاف وطني إذا بقي ثمة شيء إسمه الإحساس الوطني …..الأساس في كل هذا أن ترحموا الأمة من عبثكم الخطير والمهدد لمستقبل الوطن ولما يوصف بالاستثناء المغربي .