على هامش قافلة مجمع الحبوب 2012 بجهة فاس فاس : حسن عاطش عاد الأمل ليدب في نفوس الفلاحين بعد التساقطات التي عرفها الجهة خلال الأيام الأخيرة، إذ أقبل العديد منهم على حرث الأرض في انتظار ما سيسفر عنه الموسم، لتعود معه المشاكل المرتبطة التقنيات المصاحبة لعملية الحرث والزرع. ففي مختلف مناطق جهة فاس بولمان تشهد الحقول حركة دؤوبة، لكن الإقبال على الأرض يعني ارتفاع الطلب على البذور والأسمدة ومختلف المواد المصاحبة لعملية الزرع، وأكد عدد من الفلاحين، في هذا الصدد، حسب مصادر حضرت اللقاء، أن الإقبال المكثف خلال الأسبوعين الأخيرين على المواد الفلاحية من أسمدة وبذور وملح شكل فرصة للعديد من المضاربين للتلاعب بأسعار هذه المواد التي ارتفعت بشكل ملحوظ، حيث علق على هذا الموضوع عدد من الفلاحين، الذين تدخلوا خلال اللقاء الذي نظمته “قافلة المجمع للحبوب 2012″ برعاية المجمع الشريف للفوسفاط، صباح يوم السبت 10 نونبر 2012، بجماعة “راس تبودة”التابعة لعمالة صفرو جهة فاس بولمان، بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري وبمشاركة بعض الموزعين المحليين للأسمدة٬ سعيا إلى مساعدة الفلاحين المتوسطين والصغار على استيعاب نوعية التربة التي تميز أراضهم الفلاحية٬ وإطلاعهم على أفضل الأساليب المعتمدة بغية تحسين مردودية زراعاتهم من الحبوب٬ حيث ستعمل القافلة على تعبئة وسائل بشرية ومادية هامة لتحقيق هذه الغاية، التي يتضح من خلال ملاحظات المتدخلين لم تبلغ هدفها، والتي حددها الفلاحون في غياب المراقبة، التي تجعل الفلاح الصغير والمتوسط تحت رحمة المضاربين، وأخرى مرتبطة بعدم استعابهم لشروحات الأساتذة المختصين، التي يتطلب فهمها، كما يقول البعض، ممارسة يومية وعمل تطبيقي ميداني، الشيء الذي دفع بأحد المتدخلين توظيف المراكز الفلاحية والمؤسسات التعليمية بعد فترة الدراسة للإرشاد القرب، وتخصيص حصص لتوعية الفلاحين حسب طبيعة المنطقة حتى تعم الفائدة بخصوص هذه الأساليب الجديدة مراد اعتمادها بهدف تحسين مردودية الفلاح. وأكد عدد من الفلاحين في اتصال هاتفي مع الجريدة، أن الأسعار شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال الأسبوعين الأخيرين، بعدما ارتفع الطلب على البذور والأسمدة، ما يفرض على السلطات تكثيف المراقبة على وحدات التوزيع ومحلات تسويق المواد الفلاحية لضبط أي مخالفات في هذا الجانب، وإذا كانت الدولة تستهدف هذه الفئة من الفلاحين، فإن المضاربين والوسطاء يجعلون هذه المجهودات تذهب سدى، ويزيد من حجم المعاناة الفلاحين الصغار ومن صعوبة الحصول على البذور والأسمدة بأسعار معقولة، حيث وفي غياب مراقبة فعالة وإجراءات زجرية، فإن استفحال هذه الممارسات سيؤثر بشكل ملحوظ على التموين العادي للسوق من هذه المواد. وقد انطلقت “قافلة المجمع للحبوب 2012″٬ التي تنبع من الرغبة في اقتسام الخبرات وتكريس القرب من الفلاحين سعيا إلى استيعاب حاجياتهم واقتراح المنتوجات التي تتناسب أكثر مع تربة أراضيهم٬ ستتيح الاستعمال المعقلن للأسمدة في الضيعات الزراعية ومشاطرة المهارات المتعلقة بالصيغ الجديدة للأسمدة ومدى تناسبها مع السوق المحلية ٬ فضلا عن الاستفادة من المعطيات الخاصة بخريطة خصوبة التربة واستعمالها، تزامنا مع الموسم الفلاحي الحالي، وذلك في عدد من المناطق المعروفة بالزراعة المكثفة للحبوب٬ وهي على التوالي بوفكران، عين جمعة٬ ثلاثاء بوكدرة٬ الزمامرة٬ برشيد٬ سطات٬ بني ملال٬ بير مزوي٬ راس تبودة٬ الرماني وحد كورت، حيث ستقدم على طول الرحلة على المستوى الميداني٬ آلية تعليمية كاملة تشمل، على الخصوص٬ مختبرا متنقلا لتحليل التربة ونظاما معلوماتيا مجهزا بقاعدة بيانات ومعطيات خريطة خصوبة التربة٬ مع إحداث 12 قرية تابعة للمجمع الشريف للفوسفاط تبلغ مساحتها 2400 متر مربع٬ فضلا عن تعبئة 20 خبيرا زراعيا ودعوة 3000 فلاح صغير وإشراك 8 موزعين للأسمدة. كما تخوف الفلاح الصغير من استغلال الفلاحين الكبار لمشروع إعداد خريطة خصوبة الأراضي المغربية٬ الذي يشرف عليه المجمع الشريف للفوسفاط ٬ والذي سيوفر بنكا كبيرا للمعلومات الجغرافية، التي ستمكن من وضع نظام معلوماتي فعال حول التربة وأهم مميزاتها، بهدف الزحف نحو الأراضي المميزة بتربتها، كما حصل في موضوع البذور، وإن كان الهدف من المشروع أساسا تحسين إنتاجية الزراعات الأساسية تماشيا مع التغيرات الجهوية لمخطط “المغرب الأخضر”، بفضل الأبحاث الميدانية والمختبرية سعيا إلى إنتاج مجموعة من الأسمدة المناسبة لكل تربة على حدة. وتوالت تدخلات واستفسارات الفلاحين خلال اليوم الدراسي الذي قام بتنشيطه مولاي هاشم العلوي، الذي يستهدف من ورائه المغرب إنتاج 85 مليون طن من الحبوب لتسديد الخصاص في هذه المادة ينتج منها فقط 65 مليون طن و يستورد الباقي أي 20 مليون طن.