تكتسي قيمة “تجليات الكون” التي اختارها المهرجان و المنتدى في هذه السنة يقول الدكتور فوزي الصقلي المدير العام لمهرجان فاس للموسيقى العريقة العالمية دلالة شعرية فائقة فهي تفتح باب التأمل في الأسباب العميقة لهذه التحولات التي يشهدها العام حاليا سواء على المستوى الإيديولوجي أو السياسي أو الاجتماعي ومن الواضح جدا أن الوصفات القديمة قد أدلت عن عمقها و أن عالما جديدا يبرز الآن محدثا قطائع و اضطرابات في العالم القديم . بهذه الكلمات انطلق منتدى فاس “إضفاء الروح على العولمة من 9الى غاية 12يونيه بمتحف البطحاء حيث رودولف بورغر رفقة مجموعة من الفنانين من مختلف الجنسيات و الديانات و الأجناس توحدوا من اجل روح الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي رفرفت روحه في أعالي فضاء متحف البطحاء و تجاوبت مع نشيد الأناشيد الذي قدم بالفرنسية و مما زاده قيمة فنية و سحر ألباب الحضور الطريقة التي تعامل بها الفنان الفرنسي مع آلة “القيثارة” الكهربائية حيث سافر بالجميع إلى شعر الشاعر الراحل محمود درويش . كما استمتع الجمهور بالفنان الفرنسي تييرا مايير تحت عنوان “أمنا الأرض”الذي قدم أناشيد دينية عتيقة من التراث الاوكيسيالي لجنوب فرنسا دار عديل كانت مسرحا لهذه السهرة الفرنسية بامتياز. لينتهي حفل يوم الأربعاء بمجموعة ابن عربي المغربية التي كانت في مستوى الحفل حيث أثارت انتباه الجمهور الكبير الذي ملأ دار المقري الفنان المغربي عبد الرحيم الصويري و كعادته جلب جمهور غفير ضاقت به يوم الثلاثاء دار المقري حيث قدم لعشاقه رفقة الفنان حاييم لوك فن المطروز_و أشعار عربية وعبرية نالت إعجاب الجميع . وقد تناوبت دار المقري و دار عديل إضافة لمتحف البطحاء على جل السهرات طيلة الأيام الثلاثة 11_12و13حيث شارك لإيراني بجانب الفرنسي و المغربي و الغاني و الكل بأناشيد صوفية و ربانية .مما جعل الحضور المتنوع و المهووس بالروحانية في سفر ليلي موسيقي وروحاني,يقوده إلى دروب و أزقة فاس العتيقة ذات الطابع العمراني الفريد من نوعه و الموروث عن الثقافة العربية الأندلسية . سفر يتردد صداه في مسامع مثل دعوة لاستكشاف الروح الشرقية و للتيه في دروب ومنعرجات هذه المدينة الكونية ,و العيش في نفس الأجواء التي شهدتها خانات القوافل القديمة ,حيث كانت تلتقي جموع العشاق. في الوقت الذي شاركت فعاليات قانونية و أدبية و سياسية و ثقافية في الندوات و المواضيع التي طرحت على هامش المهرجان و التي أثارت نقاشا حدا نظرا لمواضيعها الحي و التي تناقش ما يدور في هذا العالم الذي لا يزال إلى أفكار و نماذج جديدة قائمة لمواكبة هذه التحولات و إعطائها معنى جديد وفق هذا المنظور يمكن للشعري أن ينضاف للسياسي. و لما هو روحي أن يتلاءم مع مفهوم التنمية و المقاومة