قال فوزي الصقلي، مدير مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، إن إدارة المهرجان استكملت استعداداتها لإنجاح الدورة 18 من المهرجان، الذي ستحتضنه مدينة فاس على مدى تسعة أيام انطلاقا من بعد غد الجمعة، بعد سلسلة من اللقاءات والندوات في عدد من الدول، خاصة بفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة، للتعريف بمضمون وبرنامج هذه النسخة من المهرجان. وذكر الصقلي، في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام بمدينة فاس، نظمته إدارة المهرجان، أول أمس الاثنين بفاس، أن الدورة 18 حافظت على ثوابت المهرجان، التي ترتكز على الثقافات العريقة المنتمية إلى الجانب الروحي، وأن المهرجان سيعرف مستجدات، وتفتحا نحو مقاربات لها علاقة بشعار الدورة "تجليات الكون"، وهو ما ستعكسه مشاركة أسماء فنية لها رنينها الخاص وطابعها المتميز، مثل اللبناني وديع الصافي، والتونسي لطفي بوشناق، وأسماء بارزة في عالم الموسيقى الروحية، كالإسلندية بيورغ، والأمريكي أرشي شيب، والأمريكية جان بيز، والباكستاني سنام مارفي، والهندي موختيار علي، وغيرهم من الفنانين الكبار من الشرق والغرب. وستحتفي الدورة 18 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بالفنان والشاعر والفيلسوف والروحاني عمر الخيام، هذه "الشخصية الخارجة عن المألوف"، التي قال الصقلي "يمكن أن نستلهم منها تعاليم، من شأنها أن تساهم في رأب الصدع الذي تشهده مجتمعاتنا، من أجل استرداد مكانة الإنسان والثقافة والقيم الروحية". وأضاف أن "أعمال عمر الخيام تحظى براهنية خاصة"، مؤكدا أن كلمات وأشعار عمر الخيام ستشاهد في حفل الافتتاح على يد المخرج طوني غاتليف، وبحضور فنانين من آسيا الوسطى، ومن العالم العربي، ومن بلاد فارس. وستتخلل هذا المهرجان مجموعة من المضامين، إذ سيقدم عازف الجاز الشهير، أرشي شيب، عرضا مستمدا من جذور البلوز والغوسبل، كما ستنظم، على مدى ثلاث ليال، حفلات موسيقية سيحييها العديد من الفنانين المتخصصين في موسيقى الغجر والموسيقى الأوكسيطانية (جنوبفرنسا)، وعروض فنية من الهند. أما حفل تكريم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، فسيكون من خلال عرض فني من إبداع رودولف بورغر، فيما ستقدم الفنانة الإسلندية الشهيرة، بيورغ، حفلا غنائيا جديدا بعنوان "بيوفيليا" تترنم فيه بالفضاء وبالطبيعة، وسيكون مسك الختام رفقة المغنية الشعبية الأمريكية ذائعة الصيت، جان بيز، التي ستتقاسم كلمات أغانيها مع الجمهور، للتعبير عن التزامها وكفاحها من أجل الحرية والعيش الكريم. يذكر أن فقرات مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة ستحتضنها فضاءات تاريخية بمدينة فاس، كساحة باب الماكينة، وساحة باب بوجلود، ومتحف البطحاء، ودار التازي، ودار عديل، ودار المقري، فيما تنظم، بالموازاة مع المهرجان، أنشطة فكرية وتربوية، كما هو الشأن بالنسبة لمنتدى فاس "إضفاء الروح على العولمة"، الذي سيقام بمتحف البطحاء، وسيتناول مواضيع عدة، من بينها "الشاعر والمدينة"، و"بعد الربيع العربي: أي مستقبل؟"، و"أزمة مالية أم أزمة حضارية؟"، و"المقاولة والقيم الروحية"، بمشاركة أكاديميين ومفكرين ورجال دين ورجال السياسة، من مختلف أنحاء العالم.