فاس العالمة تتحول إلى قبلة لعشاق الموسيقى الروحية ما بين 8 و 16 يونيو القادم. النسخة الثامنة عشرة تعد استمرارا لروح النسخ السابقة وستنظم تحت تيمة واحدة «إعادة الغناء للعالم». دورة هذا العام ستلتفت إلى اسم كبير لتكريمه تكريما يناسب مقامه في الشعر والفلسفة، وهو صاحب رباعيات الخيام عمر الخيام. حفل الافتتاح سيكون لوحة إبداعية بباب الماكينة يوم الجمعة ثامن يونيو، تعيد الاعتبار لهذا العلم يخرجها الجزائري توني كاطليف، يشارك في رسم معالمها السينوغرافية فنانون ينتمون إلى جنسيات متنوعة من الشرق إلى الغرب، ومن آسيا الوسطى إلى مصر، ومن إيران إلى إيطاليا، أتوا لإعادة أداء أروع ما خلفه عمر الخيام من إبداع. حفل التكريم هذا استغل فيه المخرج الجزائري بتعاون مع مدير مؤسسة روح فاس فوزي صقلي، والمدير الفني للمهرجان ألان ويبر. واختيار توني كالطيف أملاه مساره الإخراجي الناجح في مجال الموسيقى الروحية، وتقديم صدقيتها وأحيانا غرابتها في قالب فني جديد، إذ تكاد الموسيقى تحصر في جميع أعماله بأسلوب يدخل المتلقي إلى عالم ملؤه الافتتان والانتشاء. إلى ذلك، تحيي مجموعة جيبسي سونتيموتنو باكانيني بقيادة كيولا هورفات من هنغاريا، حفلا موسيقيا في اليوم الثاني بمتحف البطحاء، يقدم مقطوعات تنهل من معين الموسيقى التقليدية لأوربا الوسطى، وفي اليوم ذاته، ولكن بفضاء آخر هو باب الماكينة، يلتقي عشاق الموسيقى الصوفية مع سهرة روحية بحق تمزج بين فنين أصيلين البلوز والكوسبيل، وتعود فرقة «أرشي شيب» من الولاياتالمتحدةالأمريكية للنبش في جذورهما العميقة. ليلة الأحد، ليلة عربية بامتياز سواء بمتحف البطحاء أو ب«باب الماكينة»، شيوخ الإنشاد الصوفي والطرب الأصيل، أستاذ الإنشاد بمصر الشيخ ياسين التهامي، العملاق اللبناني وديع الصافي مع جورج الصافي والصوت القوي للتونسي لطفي بوشناق، وموختييار علي القادم من بلاد الهند، يتحفون الجمهور الحاضر بلحظات غنائية صوفية، لا شك ستكون من أبرز إشراقات الدورة 18. موختييار علي هذا سيعيد إحياء حفل آخر يوم الإثنين بمتحف البطحاء، سيؤدي فيه الأغاني الخالدة لشاعر له قيمة شعرية وزاية اسمه «كبير». وفي إطار ما يسمى ب«ليالي المدينة» تنظم أربع حفلات يوم الإثنين، الأولى يحييها ماهسا ومرجان فاهدات من إيران بدار المقري، الثانية ستكون خاصة بفن الموشحات والأندلسي، تقدمها المغربية إحسان رميقي بدار عديل. ويشهد متحف البطحاء الحفلين المتبقيين تشارك فيها فرقة رومانية وتختتم الأمسية فرقة غنائية فرنسية يشكلها موري دجيلي كويوتي وجون فيليب ريكييل، ويقوم عرضها أساسا على اللقاء بين البيانو والصوت. بدار المقري وارتباطا ببرمجة «ليالي المدينة»، حفل يجسد حقيقة التقارب والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد رغم اختلاف ديانتهم، عبد الرحيم الصويري وحاييم لوك يصعدان إلى خشبة واحدة يوم الثلاثاء 12يونيو القادم لتقديم كشكول غنائي يجمع بين الشعر العربي والعبري. الصوت الأطلسي الساحر لشريفة سيتردد صداه أبعد من دار عديل وهي تغني مواويلها الأطلسية. روح الشاعر الكبير الراحل محمود درويش ستستحضر في تكريم خاص له تحت عنوان «نشيد الأناشيد»، أبدعة رودولف بورجير، متحف البطحاء سيكون مسرحا للاحتفاء بهذا الشاعر السرمدي يوم الأربعاء 13 يونيو المقبل. على مدار أسبوع إذا، لن يعلو بمدينة فاس صوت غير صوت الموسيقى العريقة، الحفلات ستنطلق بشكل يومي ابتداء من الرابعة زوالا، وكما كان حفل الافتتاح قويا، فإن حفل الاختتام لن يخالف القاعدة نفسها، إذ سيسدل الستار على إيقاع صوت أسطوري في الموسيقى الشعبية الأمريكية إنه جون بيز...