[أغاني الصعيد وأناشيد السماع تلهب حماس جمهور الموسيقى العريقة] فاس: محمد الزوهري تميز اليوم الثالث من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بحفل للفنان والمنشد المصري الشيخ ياسين التهامي بمتحف البطحاء، حيث أنشد للروح من التراث الشعبي لأرض الكنانة، وبباب الماكينة كان للجمهور لقاء لاينسى مع الفنانين المغربيين عبد لله الوزاني والتهامي الحراق، و في «منتدى فاس» كان اليوم الثاني موعدا لطرح مجموعة من التساؤلات حول الربيع العربي وعلى رأسها «بعد الربيع العربي: أي مستقبل ؟ .بصوته القوي والعذب، أمتع الفنان المصري الشيخ ياسين التهامي جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، عشية أول أمس الأحد بمتحف البطحاء. الفنان المصري المعروف بولهه الشديد للغناء الصوفي، غنى أناشيد رائعة وهادئة من التراث الشعبي لأرض الكنانة. الجمهور القليل الذي استمتع بالعرض الرابع من العروض المبرمجة في الدورة 18 من المهرجان، تجاوب كثيرا مع أداء الشيخ ياسين تحت شجرة «البطم» المعمرة التي تتوسط ساحة متحف البطحاء، فكانت بحق لحظة برونامية في غاية الروعة، امتزجت فيها زقزقة بعض الطيور مع عذوبة الناي الذي رافق الفنان طوال مراحل العرض. الفنان المصري أتحف الجمهور بأناشيد خالدة من رييرطوار التراث الصعيدي، حيث تنجلي أبلغ صور تعلق الإنسان المصري بالأرض والماء، وبقدرة الوشائج الدينية والروحية على الجمع بين الناس، الفقراء منهم والأغنياء، وبقدسية الإنشاد الصعيدي في إشاعة روح الإخاء والصفاء. وعكس الجمهور القليل الذي تابع عرض متحف البطحاء الذي يُقام عادة عصر كل يوم من أيام المهرجان، حج في المساء إلى ساحة باب الماكينة أزيد من خمسة آلاف شخص، أغلبهم من المغاربة، من عشاق فن المديح والسماع الصوفي… الجمهور كان على موعد مساء الأحد مع عرض قوي للفنانين المغربيين عبد الله الوزاني والتهامي الحراق. أناشيد وترنيمات مجموعتي الوزاني والحراق حملت الحاضرين في باب الماكينة إلى عوالم ساحرة من الإحساس بنقاء الروح. حوالي ساعتين من الزمن، كانت في غاية الروعة، بعد أن شنفت أناشيد السماع والمديح النبوي بدون انقطاع أسماع الجمهور، وجعلت الكثير منهم لا ينخرطون دون شعور في ما يشبه الهذيان التام مع فقرات العرض. الموسيقى الروحية لم تنته في حدود العاشرة من ليلة الأحد الأخير، بل تواصلت إلى ساعة متأخرة من الليل، بدار المقري العتيق في قلب المدينة العتيقة، التقى الجمهور، في حدود منتصف الليل مع أشعار صوفية مصحوبة بمعزوفات باشا هانجاني على آلة الناي. العرض الذي قاده الفنانان الأخوان «ماهسا ومرجان فاهدات» من بلاد فارس، كان هو الآخر في غاية الروعة والدهشة، بعد أن استطاع «الإمساك» باهتمام الجمهور، والنفاذ إلى وجدانهم، فكان صوت الناي شجيا ومعبرا عن ألحان صادقة، تمتزج بين الحب والحزن. وبدار عديل القديمة أيضا، كان الموعد مع إحسان رميقي ومجموعة «زمان الوصل» بقيادة التهامي بلحوات من المغرب، حيث برعت المجموعة في أداء موشحات جميلة من الطرب الأندلسي نالت إعجاب الجمهور القليل أيضا الذي حضر هذا العرض التي تزامن توقيته مع عرض باب الماكينة. برنامج اليوم الثلاثاء من المهرجان يتضمن عروضا متنوعة وثرية، تستهلها المطربة الإيطالية المرموقة «كانتيكا سمفونيا» في متحف البطحاء بعرض حول الفن العريق للمدرسة الفرنسية الفلامينية، من خلال إقامة قداس «سي لانتشيأبي بالي»، و«أعمال أخرى لغيوم دوفاي، وجوسكان دي بريه وهاينريخ إيزك، بتعاون مع ال “ميو سيتمبري موزيكا». وفي المساء يلتقي الجمهور مع ثلاثة عروض أخرى، الأول بدار المقري يؤديه الحاخام حاييم لوك، وعبد الرحيم الصويري في حفل يرمز إلى التعايش الديني، أطلق عليه «فن المطروز… شعر عربي عبري»، وبدار عديل تشنف الفنانة الأمازيغية شريفة الجمهور بعرض من فن «تماويت»، وعلى غير عادة الدورات الماضي، سيكون متحف البطحاء مع عرض آخر في التاسعة مساءً، تحييه مجموعة «النور» من فرنسا وإيران، من خلال توليفة من الأناشيد الصوفية الفارسية. [Bookmark and Share]