تواصل الجامعة المواطنة بفاس سلسلة محاضراتها المسائية، فقد احتضن معهد الدراسات العليا للتدبير بفاس الجلسة الخامسة بعنوان “الإعلام بين الحريات والمسؤوليات” يوم الخميس 09 شباط/فبراير 2012 وهو موضوع يندرج في محور المؤسسات و الحياة السياسية وحقوق الإنسان . السيد ‘يونس مجاهد' رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية انطلق في حديثه خلال طرح مسألة الحرية والمسؤولية حيث سنة 1994 تناوله البرلمان المغربي ،ومفهوم المسؤولية الذي روج له كان مقيدا أكثر ،والحرية والمسؤولية هو نقاش مطروح أيضا على المستوى العالمي ،ولكون أن غالبية دول المعمور تتوفر على قانون الصحافة وبموازاتة هناك أخلاقيات المهنة. وتساءل السيد ‘مجاهد' هل هناك حدود لهذه الحرية؟ وما حدود عمل الصحفي ومسؤولياته الإجتماعية؟ومسألة أخلاقيات المهنة تم البسط لها منذ مدة ليست بالقصيرة أي خلال القرن 19 و أول هيئة عالمية قامت بوضع ميثاق أخلاقيات المهنة هي النقابة الوطنية للصحفيين بفرنسا سنة 1918،ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية سنة 1938 وأعقبتها بريطانيا سنة 1948 وهكذا دواليك،إذن فما هي أخلاقيات الصحافة ؟ حيث أجاب معتبرا الأخلاقيات مدونة سلوك يتفق عليها المهنيون ومستمدة من الضمير المهني والتي تعتبر الصحافة رسالة ومسؤولية اجتماعية .الحديث عن مدونة سلوك أخلاق يعني استحضار فلسلفة أخلاقيات المهنة ،ويضيف قائلا : الأخلاقيات هي مجموعة قواعد السلوك وأفكارها الكبرى : الإستقلالية والموضوعية واحترام كرامة الإنسان... وبالتالي فميثاق الأخلاقيات لا يمكن أن يناقض المرجعية الدولية :الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948 والعهدين الدوليين سنة 1966 ،ويتساءل من جديد في صيغة المستقبل عن واضعي ميثاق الأخلاقيات وكيف هو ميثاق الأخلاقيات ؟؟؟ كما انتقل المحاضر للحديث عن المفاهيم الكبرى التي تتحكم في الأخلاقيات وفي طليعتها الحق في الخبر ثم البحث عن الحقيقة ،والصحفي يشتغل لصالح المجتمع ويحترم كرامة الإنسان ،والأفكار الكبرى المطروحة في العمل الصحفي تحيل على مفهوم الصالح العام ومناقشة المسؤولية والحرية هي ملك لجميع المواطنين وليست قاصرة على الصحفيين فقط وهذا يحيل على المسؤولية الإجتماعية في اتجاه البحث عن الحقائق ، أما الإتجاه الآخر فهو يتمثل في عدم ممارسة حرية الصحافة في شيء من التضليل والمس بكرامة الإنسان. ويقول أيضا بأن البحث عن الأجناس الصحفية والمعايير الصحفية يعني وجود هذه المعايير في منهاج التدريس الصحفي وهو مطابق لأخلاقيات المهنة ،بمعنى أنه يريد أن يوضح العلاقة بين أخلاقيات المهنة والدراسة في المعاهد فهذه الأخلاقيات تدرس للطلبة الذين يتابعون دراستهم حول الصحافة وبالتالي الحديث عن أخلاقيات المهنة موجود مسبقا ولا يتم وضعه من عدم.ويوضح ذلك بقوله :إذا كان على الصحفي أن يراعي أخلاقيات المهنة يجب أن يراعي فقط الجانب المهني الذي درس فيه، ف أخلاقيات المهنة هي مطابقة للدروس الصحفية. وفي شق موال انتقل السيد ‘يونس مجاهد' للحديث عن الآليات الموجودة عالميا ،حيث تكلم عن الآليات الداخلية الواجب توفرها في كل مؤسسة صحفية والحاجة لهذه الآليات يجنب المؤسسة مجموعة من الخروقات ،فحسب قوله فإن الدول الغربية تتوفر على مجالس التحرير. ثم هناك مؤسسة الوسيط ومجالس الأخلاقيات ...وحسب قوله أيضا فإن هذه الأشكال تنجح في البلدان المتقدمة والتي تحترم الديمقراطية ،في افريقيا كانت هناك تجارب لكنها لم تكتمل .والسؤال يبقى عن الكيفية التي سيتم انجاح بها مجالس الأخلاقيات ؟ واستعرض يونس مجاهد الوضع بالمغرب وكيفية تطور الصحافة بهذا القطر الإفريقي ولم يخف صعوبة وضع هذه المجالس فالجهة الأخرى أي الدولة لا تريد أن تعترف بأحقية أصحاب المهنة بأن ينظموا مهنتهم ،وقد سبق للنقابة الوطنية للصحافة المغربية أن قامت بطرح لجنة الحكاء من أجل العمل بها ، لكن تم التصدي لهذا الطرح يضيف مجاهد . ثم طرحت المسألة من جديد سنة 2007 ثم وقع الخلاف على من سوف يضع ميثاق الأخلاقيات ،وقبل أن يختم مداخلته تطرق لإشكالية المجلس الوطني للصحافة معتبرا المشكل مطروح عالميا من خلال احتكار وتمركز رؤوس الأموال في الصحافة وتداخل مجال الإستثمارات فيها ، وهذا يعني العمل وفق المصالح والحسابات السياسية ،ثم هنالك تحد أكبر وهو وجود التكنولوجيات الحديثة وعلى ضوء هذا طرح سؤالا جوهريا تمثل في : هل سيكون لمهنة الصحافة مستقبل ؟ وخلص المحاضر إلى أن المضمون الذي سيوضع في هذه التقنيات الحديثة ونوعية الصحفيين الذين سيشتغلون فيها،ومستقبل مهنة الصحافة انطلاقا من نقاشات الفدرالية الدولية للصحفيين ، أو التحدي المطروح هو أن تتحول الصحافة إلى عمل تجاري مائة في المائة إذن يجب مواجهة الإحتكارات واللاتمركز ،هذا و تبدأ جلسة موالية مع ضيف آخر وهو السيد ‘ادريس اليزمي' رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان من خلال موضوع بعنوان : المغاربة هنا وهناك :التحول والتحديات في المسارات . محمد الزغاري