على إثر النقاش الحاد الذي دار بين رئيسي موقعين الكترونيين عن أخلاقيات الصحافة والصحفيين، حيث طالب أحدهم الثاني بتجنب الدعاية المجانية للصليبية، في حين يعتبر الآخر المسألة ذات علاقة بالربح المادي لا غير وأنه لا يتحمل مسؤولية ما ينشر بموقعه من دعاية صليبية وغرف دردشة و نقاش حول الجنس والبورنغرافيا، والدليل على ذلك فهو ينشر بجانبها، في عملية توازن فريدة من نوعها، محاضرات العلامة بن حمزة... ما رأي العلامة في موقع يخلط بين النقاش حول محاضراته و النقاش حول البورنغرافيا والدعوة للصليبية، مستفيد من الدعم المادي من أعلى هيئات الدولة الولائية بالمدينة و مناطق الشمال. إتصلنا عبر البريد الالكتروني بالدكتور وليد النجار، سائلين إياه عن مفهوم أخلاقيات الصحافة، فأجابنا مشكورا بما يلي: هناك علاقة قوية بين حرية الصحافة ومسؤوليتها .فالحرية ليست مطلقه بل تحدها حريات الآخرين .وإذا كانت الصحافة حق للمجتمع فان الصحافة لابد أن تقوم بدورها في خدمة المجتمع، وان تلتزم بمسؤوليتها نحوه، وان تحترم ذاتية الثقافة، ومنظومته القيمة، وحقه في الاستقلال والحرية والدفاع عن نفسه. إن حرية الصحفي ومسؤوليته أمران لا ينفصمان ، فالحرية التي لا تقترن بالمسؤولية تغرى بتحريف الأنباء وبالكثير من الانتهاكات الأخرى لحقوق الأفراد وحقوق المجتمع ، غير أنة إذا انعدمت الحرية استحالت ممارسة المسؤولية . لذلك فان العالم كله في حاجة إلى نظام صحفي يرتبط بين الحرية والمسؤولية، ويوجد من الوسائل ما يمكن أن يحققها معا لتحقيق حرية المجتمع كله وأهدافه العامة. وتعتبر أخلاقيات الصحافة ليس مفهوما حديثا ، حيث يعود ظهور هذا المفهوم إلى عام 1916 في السويد ، ثم في فرنسا عام 1918 ، ثم اعتبر هذا المفهوم من أهم الأسس التي تقوم عليها نظرية المسؤولية الاجتماعية ، ولكن بالرغم من ذالك فان المفهوم ما زال محل جدل ، حيث يرى الكثير من الباحثين والصحفيين في العالم الغربي أنة وسيلة لفرض قيود جديدة على حرية الصحافة ، وتقوم هذه الرؤية على استقرار الكثير من التجارب خاصة في العالم الثالث . ويمكن تعرف أخلاقيات الصحافة بأنها مجموعة المعايير والقيم المرتبطة بمهمة الصحافة ، والتي يلتزم بها الصحفيون في عملية استقاء الأنباء ونشرها والتعليق عليها ، وفى طرحهم لآرائهم ، وفى قيامهم بوظائف الصحف المختلفة ، وهذه المعايير المهنية تقوى إحساس الصحفي بمسؤوليته الاجتماعية. ويفرض تطور الأوضاع الصحفية في العالم المعاصر البحث عن وسيلة لتنمية المسؤولية الاجتماعية للصحفيين، والتزامهم بأخلاقيات مهنة الصحافة ومعايير الأداء المهني. ولقد كان وضع دليل يتضمن هذه المعايير والأخلاقيات، أو ميثاق شرف ضرورة بفرضها تطور الصحافة الحديثة، واختلال تدفق الأنباء في العالم المعاصر وزيادة الاحتكار والتركيز وغيرها من القضايا. يمكن تحديد أهداف مواثيق الشرف الصحفي فيما يلي: 1 حماية الجمهور من الاستخدام غير المسؤول للصحافة ، وذلك باستخدامها لأغراض الدعاية أو التضليل الاعلامى أو المنافي لأخلاق وأعراف المجتمع. 2 حماية الصحفيين أنفسهم من إجبارهم على العمل بأساليب غير مسؤولة أو بطريقة تتناقض مع ما تملية عليهم ضمائرهم. 3 حماية حق الصحافة في الحصول على كل أنواع المعلومات من مصادرها فيما عادا تلك المعلومات التي تتعلق بشكل مباشر بشؤون الدفاع أو الأمن القومي ، وحماية حق الصحافة في نشر هذه المعلومات وهو ما يمكن الجماهير من معرفة كيف يدار المجتمع ، كما يمكن الجماهير من استخدام الصحافة لعرض أرائها المختلفة . وهناك حوالي 50 دولة في العالم لديها مواثيق شرف، وقد تم إصدار هذه المواثيق إما بطريقة اختيارية حيث قامت منظمات مهنية بإصدارها أو قامت بإصدارها مجالس للصحافة تم إنشاؤها عن طريق التنظيم الذاتي لمهنة الصحافة، ويشترك فيها الصحفيون. إما الطريقة الثانية فهي فرض هذا الميثاق من خارج مهنة الصحافة إما عن طريق السلطة ، أو عن طريق مجلس للصحافة تشكله السلطة ويفرضه القانون ، وفى هذا النوع غالبا ما يحتوى هذا الميثاق على إلزام الصحفيين بعدد من المبادئ التي تهدف إلى حماية السلطة من النقد ، ومن المؤكد أن هذه ليست وظيفة مواثيق الشرف التي يجب أن تقتصر على المعايير المهنية ، والالتزام بقيم المجتمع وأهدافه العليا .