يناقش ستون صحفيا من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ابتداء من اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، التحديات الملقاة على عاتق نقابات الصحفيين في المنطقة على ضوء الحركات الاحتجاجية المطالبة بالتغيير السياسي. وسينكب هؤلاء الصحافيين رفقة عدد من ممثلي النقابات الأوروبية والجمعيات المتخصصة، في إطار المؤتمر الذي ينظمه الاتحاد الدولي للصحفيين والنقابة الوطنية للصحافة المغربية من 12 إلى 14 أبريل، على إعداد أجندة للإصلاح الإعلامي في ظل التحولات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقال رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، السيد يونس مجاهد عند افتتاحه أشغال المؤتمر، "علينا بلوغ خارطة طريق بفلسفة جديدة ومراجعة الأولويات ضمن مطالبنا وأدوات عملنا". وأبرز أن هذا المؤتمر العادي ينعقد في ظروف استثنائية تطغى عليها الأحداث التي تجري بالمنطقة، مشيرا إلى أن الصحفيين مطالبون باحتلال المواقع الأمامية من أجل الدفاع عن الحرية والديمقراطية. وتابع أن وسائل الإعلام تشكل طرفا في الحركة الديمقراطية، مؤكدا أن هذه الأخيرة تتطلب الشفافية والتعددية والولوج الحر إلى المعلومة وغياب ضغط اللوبيات والرأسمال ورفض الاحتكار. ومن جهته تحدث السيد جيم بوملحة، رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين، عن مكانة التقنيات الحديثة في الاتصال والإعلام في تطور العالم والدور الذي يلعبه التلفزيون وشبكة الأنترنيت، خاصة منها الشبكات الاجتماعية، في تحولات الأنظمة بكل من مصر وتونس. وقال إن التقنيات الحديثة في الاتصال والإعلام أبرزت عملا صحفيا جديدا كان وراء إنجازه المواطنون، موضحا أن الأمر يتعلق بتغيير جدري، لكن دون تأثير كبير، اعتبارا لكون ولوج الشبكات الاجتماعية والأنترنيت بصفة عامة يظل محدودا في العالم العربي. ودعا إلى توخي الحذر إزاء المعلومات التي تقدمها هاته الشبكات والتأكد من مدى مصداقيتها وصحتها، في غياب أي احترام للقواعد والأخلاقيات، موضحا أن وسائل الإعلام العربية هي اليوم في مواجهة تحديات جديدة خاصة منها ما يتصل بكسب ثقة الرأي العام. كما ألح على ضمان حرية التعبير وتحسين جودة العمل الصحفي وتقوية روابط التضامن فيما بين المهنيين وإعداد أجندة ينخرط بموجبها الصحفيون في عملية الإصلاح. وأكد الخبير الإعلامي، السيد جمال الدين الناجي، على ضرورة تعزيز احترافية الصحفيين من خلال التكوين، مسجلا بالمناسبة العلاقات الوثيقة القائمة بين الإعلام وحقوق الإنسان، وقال في هذا الصدد "إن وسائل الإعلام تعد قلب الحرية والديمقراطية"، مبرزا أن هذين المبدأين يفرضان نفسيهما على الجميع خصوصا في ظل الدينامية التي تشهدها المجتمعات المدنية في الوقت الراهن. وتابع أنه على رجال الإعلام الانخراط في هذه الحركات بالدفاع اليومي على دولة القانون وممارسة الحريات على جميع المستويات والفصل بين السلط واستقلال القضاء، مبرزا أن الصحفي مسؤول بالدرجة الأولى أمام مهنته ومطالب باحترام الأخلاقيات. ويناقش المشاركون في هذا المؤتمر، المنظم بمساهمة منظمة فريديريك إيبرت، عددا من القضايا المتصلة خاصة بإصلاح الحقل الإعلامي وحقوق الصحفيين وأخلاقيات المهنة.