لقد كان في وقت غير بعيد إحداث مقاولة ضرب من المستحيل،لكن اليوم بسبب مجموعة من العوامل فرضت على الحكومة أن تكون أكثر مرونة وتسريعا للمساطر الإدارية فيما يخص إحداث المقاولات وخاصة جانب تشجيع الشباب على تبني مجموعة من المبادرات الإبداعية للعمل كمقاولين شباب ، وبفعل هذا الإنفتاح أصبحنا اليوم رغم مجموعة من التحديات نرى شباب اقتحموا هذا المجال المقاولاتي والذي كان سابقا مرهونا على فئة دون أخرى. إلى ذلك انعقد بمقر الجامعة الوطنية للبناء والأشغال العمومية بمدينة فاس بعد زوال يوم الإثنين 09 كانون الثاني/يناير 2012 لقاء جمع السيد ‘بيسو تولسيداس' رئيس غرفة التجارة والصناعة الأوربية الهندية بمجموعة من المقاولين والمقاولات من مدينة فاس. في تقديم لعمل الغرفة والتي تسعى إلى تشجيع المغرب ليكون أرضية للتجارة والصناعة في افريقيا، وتتمثل الرؤية الإستراتيجية للغرفة في إحداث مشاريع للتعاون جنوب- جنوب وعمل الغرفة هو البحث عن مقاولات ترغب في التطوير وتنمية ذاتها ،والمغرب اليوم هو بوابة مفتوحة لمجموعة من الدول من أجل جلب المستثمرين والتكنولوجيا ويعتبر أيضا بوابة كبيرة ، وقال رئيس الغرفة بصراحة بأن أهم مايميز المقاولة عموما هو الإبتكار والإبداع، فالسوق العالمية اليوم يشهد منافسة شرسة من قبل مجموعة من الدول كالصين التي تطمح في الريادة العالمية على المستوى الإقتصادي ومن المرجح حسب التوقعات أن تتفوق على الولاياتالمتحدةالأمريكية وتنتزع المرتبة الأولى عالميا،وهناك منافسون آخرون يبحثون باستمرار عن منافذ جديدة وأسواق لمنتوجاتهم، والمقاول الذي يعمل باستقلالية وتفاعل كبير يكون ناجحا. ورغم بروز مجموعة من الدول والتي فتحت أسواقا لها بالقارة الأمريكية/اللاتينية والأوربية والإفريقية، إلا أن هذا لايمنع المغرب في خوض غمار المنافسة بل يجب أن يكون هناك روح للتحدي ودخول واقتحام الأسواق والإنتاج يجب أن يكون بالعمل.ويضيف السيد رئيس الغرفة بأنه : يجب التقدم بخطى ثابتة وهذه الكلمات ليست موسيقى أو حديث عابر ولكن يجب التقدم بتحدي كبير لكسر هذا الإستقطاب والتمركز.وكما سبق أن تقدم فالمغرب هو أرضية جيدة اليوم لكن يكمن الخلل في الأشخاص فالبعص ما زال غير مهيأ/متردد لخوض غمار التحدي ،ومن الضروري لكل مقاولة أن يكون عملها إبداعي ، ويختم كلمته بقوله بأن طريقة عمله هي التوسع ويجب التوسع. لقد كان لقاء غنيا بالمناقشة فالجانب المقاولاتي وخصوصا الشباب منه لم يتردد في طرح مجموعة من الأسئلة ،تعلق بمستقبله في السوق المحلي/الفاسي أولا ثم في السوق الوطني والدولي ، وكانت مناسبة سانحة لربط شراكة مع هذه الغرفة ومع الدولة الأسيوية الثانية عالميا والتي تجاوز تعداد ساكنتها مليار نسمة والمعروفة بسينماها البوليودية وهي الهند . وفي حوار أجرته مجلة “تشالنج” مع رئيس الغرفة حول المشاريع التي أنجزتها الغرفة بالمغرب قال : قامت الغرفة بتنمية منذ سنة صادرات المغرب من زيت الزيتون إلى الهند رفقة شركة من العاصمة الإسماعيلية/مكناس. من أجل تقديم مزيد من المعلومات سألنا السيدة ‘ليلى بنيس' وهي من المقاولات المغربيات من مدينة فاس فقالت : إن تنظيم هذه المائدة المستديرة يأتي كمبادرة من المقاولين من أجل العمل ، وبالتالي إحداث شراكات من أجل تنمية المقاولات وتطوير عملها وهذه المقاولات ستحدث فرصا للشغل . تعتبر الغرفة هيئة خاصة تعمل في مجموعة من الدول من ضمنها المغرب وهي كوكالة تبحث عن مصادر للتمويل وتطوير وتنمية المقاولات، وتعمل بالمغرب منذ سنة 2009 ويتواجد مقرها بمدينة البيضاء وانطلق عملها منذ أزيد من 15 سنة و مقرها المركزي هو بالولاياتالمتحدةالأمريكية.