يغار الخريف من ربيعٍ قادمْ هل يغفر الندى خيانة الورد النادمْ حذوة الحصان التي علقتها جدتي بابَنا وصيةً من الفقيه الذي اختلط عليه الأمر كلما أطلت زهور بالطبق المعهود.. وأفرغت قوامها في باحة التينة العزباء رذاذا من الندى الذي خانته محبرة الطفولة... حذوةٌ لحصان أغفله الوطن يجر عربة الزيتون إلى السوق والنور إلى القَدّ المعشوق زهور الوردة خلف عيون الجنادب المتربصة بالكعب المكشوف .. و الريق المرشوف خلسة جنبات البيادر... كانت صوتا مبحوحا للعنادلِ..لصرير المناجلِ المتربصة بسنابل الصيف والخوف و زهور تحلم بالحناء و الكف هل يغار الخريف من ربيع قادم أم نكاية بتعازيم الفقيه ووصاياه تعمدت زهور أن تدس جسدها في جدران باردة أن تعلق بعضا من ثوبها أحلاما على صنوبرة شاردة في خيال الجندب النائم .. زهور حين نضجت ثمارها حين تأخر القطار حين غادر القطار شيعت الأحلام ووهبت أسرارها للحقول البعيدة الخاوية إلا من فزاعاتٍ تخيف بقية العمر من الوقوع في الحب حذوةٌ لحصانٍ خانت ناصيته الصبواتُ و غاب الخيرُ هاجرت البركة هذا ما تمتمه تعب الجد من توسل الأرض أن تفيَ بالوعْدِ أن تبيحَ بسرها للوردِ الذي زرعه ذات حبٍّ و قطفته زهور وضعته في ربيعها الغض في كتاب الحبيب الغريب المتأبط رواياته البالية وكلاما رقيقا وقميصا أنيقا بثمن بخس من المدينة البعيدة الخاوية إلا من أشباحنا كم كان الفقيه يقتص من سوء الخط في ألواحنا وسوء الحظ كلما غاب الطبق المعهود و القد المقدود أيام الشتاء الزّهيدة زْهور يغار منها الخريف شَيّعها حمرةً في الوردِ النزيفُ وغابت في الحكايات.. تذْكرها الينابيعُ والصنوبرة المزركشة بأحلام العوانس زهور لا تفك الحروف ولا تفهم غزل الهاتف المحمول كانت فقط تشاغب أزرار الربيع إذا همّ بها .. تحمل أوزار الخريف ندوبا في الكلام المعسول المنسدل وراء التلة العذراء... كانت تسري ليلا وتسرق الخطوط الرديئة من ألواح الصبية الأشقياء ترسم بها قمرا لليالي العشر وخيطا أبيض للجد إذا راود ساعة الفجر..يدعو وفيرا و حرقةً.. وَرقةً رِقةً تتساقط زهور في بهو أقوال القبيلة في لهو الأقفال المعلقة على حائط السّيدِ الذي أفزعت رقاده قامة ُ الأحلام المعتقة التي كدّستها نساء المدشر تحت ردائه الأخضرْ زهورُ زْهور النابتة بالدمع وصوت جداول الليل ذَبُلت....وغابت..غابة ً من الحزن في روايات عتقتها العذارى نبيذا للحشاشين..رتقتها – زهور- ظفيرة للحبيب الراحل وأسرجت –سفيرة – صهوةً عجوزًا تبقت من الحصان العجوز وغابة ..غابة من الحزن.. تبيع الحكايا للدواوير المجاورة.. جار الزمن.. المرأة المجذوبة.. توصي..الصبايا.. ألا يهبن الربيع للخريف القادم.. فالندى لا يغفر خيانة الورد النادم...