أحدث ظهور مجموعة ناس الغيوان ثورة عارمة في الحياة الفنية المغربية، بتكسيرها قاعدة المغني الوحيد، من خلال الأداء الجماعي، إضافة إلى استعمال الأدوات الموسيقية التراثية المغربية الموغلة في القدم من قبيل السنتير، والبنديرولعل النجاح الذي لقيته هذه المجموعة، كان هو الدافع الرئيسي الذي جعل شبابا آخرين يفكرون في تأسيس مجموعات أخرى تحذو حذوها، فكان ظهور مجموعة جيل جيلالة، التي حظيت بدورها بإعجاب الجمهور المغربي، بفضل الأسلوب الجديد الذي أطلت به على الشباب المغربي آنذاك. في تلك الفترة حاول الشادلي الانضمام في بادئ الأمر إلى مجموعة ناس الغيوان، حسب ما ورد في كتابه "حب الرمان" "لم أترك فكرة طلب الانضمام إلى ناس الغيوان تبيت في رأسي، فتوجهت فورا إلى المكان الذي يتدرب فيه أفراد المجموعة، وهناك استقبلني عمر السيد، والراحل العربي باطما، ولما عرضت عليهما الفكرة لم يقابلاني بالرفض، لكن قالا لي أن أعود بعد أسبوعين، فرحت كثيرا بهذا الموعد وعلقت عليه آمالا كبيرة، وفي الموعد المحدد عدت إليهما فقالا لي (ها نت كتشوف المجموعة كاملة، لكن آجي عندنا مرة مرة ربما نحتاجوك شي نهار)". كانت هذه الكلمات، يضيف الشادلي " بمثابة مطرقة نزلت بكل ثقلها على رأسه لتهشم كل الآمال التي علقها على انضمامه للمجموعة، التي كان معجبا بها إلى حد لم يكن أحد يتصوره. لم يظل الشادلي مكتوف الأيدي، خصوصا بعد ظهور مجموعات أخرى في تلك الفترة، كان أنجحها مجموعة جيل جيلالة، التي بدأت تنافس ناس الغيوان، واضعة أقدامها على أول درجة من سلم المجد. ولم يتردد الشادلي في الذهاب إلى المجموعة حاملا معه قصائده وألحانه، لكنه لم يواجه هذه المرة بالرفض فقط، بل بالإهانة أيضا، من طرف أحد أعضاء المجموعة. كانت تلك الإهانة، والرفض، محفزا حقيقيا للفنان مبارك الشادلي، الذي عزم على النجاح بأي وجه كان، لما لا والظاهرة الغيوانية مازالت في طور التأسيس، كما أن الساحة الفنية في مجال المجموعات مازالت فارغة إلا من مجموعتي ناس الغيوان وجيل جيلالة. في تلك الفترة بدأ الشادلي بالتفكير في تأسيس مجموعة غنائية بتصور، وقالب فني، جديدين.