رغم رسائل المنع الكتابية من تنظيم مسيرة من طرف عناصر حركة 20 فبراير بتازة التي توصل بها بعض أعضائها، أبت هذه الأخيرة والتي تنتمي غالبية عناصرها للعدل والإحسان فرض سياسة الأمر الواقع بالتزامن مع تواجد قوات التدخل السريع بمحيط ساحة الإستقلال من جهة و مناضلي نقابة اتحاد الجامعات المهنية من جهة أخرى بعدما قررت أجهزة هذه الأخيرة تنظيم مهرجان خطابي للتعبير عن تأييدها لمشروع الدستور الجديد. وأمام الوضع دخلت بعض عناصر الحركة 20 فبراير من أجل حث النقابة المذكورة على سحب عناصرها إلى الضفة الأخرى على اعتبار أن المكان هو مكان انطلاق احتجاجاتها وهو مارفضه مسؤولو النقابة فرفعت الشعارات المضادة بين الطرفين، ومع حلول أفواج قطاعات النقابة المذكورة حاملين صور عاهل البلاد والأعلام الوطنية سرعان ما انضمت إليهم الجماهير فحمى وطيسها، حيث وجدت عناصر الأمن وقوات التدخل السريع صعوبة كبيرة في بناء جدار وسلاسل بشرية للحيلولة دون وقوع اشتباكات واحتكاكات بين الطرفين دون أن تمارس أي نوع من العنف في حقهما.
وكادت أن تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه نتيجة العنف الرمزي (السب) و العنف المضاد خصوصا في المراحل الأخيرة من محاولة عناصر حركة 20 فبراير ومجلس دعمها العودة إلى ساحة الإستقلال فاعترضتها المئات من الجماهير مرددة النشيد الوطني و'نعم للدستور'، و'الخونة' ،'لا عشرين لاربعين ملكنا في العنين'، وأمام حدة الوضع انسحبت عناصر الحركة بعدلييها ومجلس دعمها وفضت تظاهرتها ليستمر نقيضها من الجماهير التي حجت بكثرة ورددت كثيرا من الشعارات وأغنية 'عيون عينية' لجيل جيلالة و النشيد الوطني.