بين تصدرهم للوقفات الاحتجاجية تارة، و الجلوس على طاولة الحوار و تلقي الوعد المعسولة تارة أخرى، يمضي الملف المطلبي لساكنة دوار 'الشلوح' بمدينة تازة رحلته المارطونية نحو ما تخبؤه الأيام له و ما سُطر له من أهداف، باعتباره برميل بارود بشري يقع بالجهة الشمالية للمدينة و خزان طبيعي للأصوات الانتخابية تصبح ذات قيمة مع اقتراب موعد الاستحقاقات و محط عناية من قبل مرشحين، و غرباء يدعون أنهم بصدد إحصائهم في أفق توزيع مساكن على أزيد من 200 أسرة تقيم على مساحة تقدر هكتارين...لكن كالعادة حديث الليل يمحوه النهار...
أوضاع كارثية
روائح كريهة، مستنقعات من المياه العادمة، أكوام الازبال و القاذورات متراكمة وسط الأزقة المتربة، درو ضيقة و محفرة سحابات الغبار تتناثر هنا و هناك، ابنية قصديرية أقصر من قامة ساكنيها و أشبه بعلب سردين، تتحول في فصل الشتاء إلى ثلاجات كبيرة و تصبح شديدة الحرارة في فصل الصيف مما يُحولها مقابر جماعية تحوي جثثا متحركة... إنك في 'دوار الشلوح' بتازة.
انعدام المرافق
تجنبا للحرج الذي يسببه خروج سكان الدوار إلى الخلاء من أجل قضاء الحاجة 'التغوط'، يلجأ قاطنو العشوائيات إلى حفر مجاري عشوائية لتجميع المياه العادمة عند عتبات ال 'براريك' و ذلم لانعدام شبكات الصرف الصحي، بالمقابل يؤدي ذلك انتشار روائح نتنة...صورة من انعدام المرافق العمومية و الفضاءات الشبابية (..) و حتى الملعب الرياضي المحدث من طرف شباب الدوار، تمت حيازته من طرف المسؤولين بالجيش الملكي و حول إلى حلبة للرماية و التداريب العسكرية العشوائية.
الكيل بمكيالين
يصل عدد قاطني 'دوار الشلوح' 200 أسرة تقيم على مساحة تُقدر بهكتارين، لا تجني من ورائه المصالح و المؤسسات الإدارية إلى الظواهر السلبية و الانحرافات الخلقية في حين يحرم من الماء الصالح للشرب و الكهرباء و تعبيد الطرقات، التطبيب، التعليم، الامن، و أبسط المتطلبات الضرورية للحياة الكريمة، بالإظافة انهم يكونون ضحايا لكل الاخطار المحدقة من فياضانات 'واد الأربعاء' الذي يمر بمحاذاة الدوار.
تساؤلات مشروعة...
خلال سنة 2009 أقدمت المندوبية الإقليمية للإسكان بتازة، على توزيع اسثمارات على القاطنين ب "دوار الشلوح" بهدف إحصائهم و ذلك في إطار إعادة إسكانهم (...) مقدمين لهم الكثير من الوعود التي سرعان ما تلاشت بعد مرور الانتخابات، ما مصير الاسثمارات بعد سنتين؟؟؟ وقفات...و اعتصامات
في خضم الاحتجاجات التي يشهدها إقليمتازة منذ 20 فبراير المنصرم، كان لساكنة الدوار يوم الأحد 24 أبريل موعدا مع وقفة احتجاجية ترجمت إلى مسيرة صوب باب عمالة إقليمتازة، ضمت ما يقارب 100 متظاهر، نادوا بصوت واحد بالرغبة الملحة في تسريع وثيرة عملية الترحيل إلى جانب المطالب المتصلة بها، نفس المشهد تكرر بعد ذلك خلال الأسبوع الثاني من شهر ماي و التهديد بالدخول في اعتصام مفتوح بباب العمالة.
مسرح الحياة
في ظل المتناقضات، و التذمر و التأفف، ما يعانيه سكان دوار الشلوح و دواويير اخرى بتازة لا يمكن ان يوصف في العهد الجديد، و لا يمكن ان يختزل في خبر أو مقال، فلاوال عدد من الاولاد الذين يعيشون مع آبائهم في براكة واحدة، شعور بعضهم بالضيق و الحرج دفعهم للمبيت في الخارج حتى يجنبوا أنفسهم الحرج و يجنبوا آبائهم الإحراج، حتى ان اغلبهم لجئوا للسجون اضطراريا.