قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي محمد العمراني بوخبزة إن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون تناقض بتصريحاته المتحيزة مع القرارات الاممية ومبادئ الديبلوماسية السليمة التي يجب ان يتحلى بها مسؤول أممي رفيع. وأضاف بوخبزة في تصريح، اليوم الأربعاء ، تعقيبا على التصريحات التي أدلى بها الامين العام خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، أن بان كي مون "ارتكب خطأ سياسيا ودبلوماسيا فادحا بتحيزه السافر لأطروحة انفصالية لا تلقى القبول من طرف المجتمع الدولي ولا حتى من دول المنطقة التواقة إلى السلم " ، ووضع بذلك الأممالمتحدة في خانة ضيقة. وأوضح أن بان كي مون اصطف في الطابور الخطأ بتصريحاته، التي تتأسس على معطيات مغلوطة ، كما حشر نفسه في موقف سلبي ،في الوقت الذي كان حريا به أن يساهم من موقعه الاممي في دعم الحل السلمي الوازن والجدي الذي قدمه المغرب لإيجاد حل عادل ودائم لقضية الصحراء المفتعلة . ورأى بوخبزة أن الامين العام الاممي ارتكب "خطأ فادحا لم يسبقه إليه أحد من الأمناء العامين السابقين"، عندما "ساوى في الكلام الذي اطلقه على عواهنه بين دولة يشهد لها بحرصها على ضمان الأمن والاستقرار ، ليس فقط في المنطقة بل وفي مختلف بقاع العالم والتزامها باحترام مبادئ حقوق الانسان وعملها بالتشريعات الدولية ذات الاختصاص ، وبين تنظيم انفصالي لا يملك مقومات دولة، واثبتت تقارير دولية دعمه للإرهاب وقيامه باختلاسات وتحويلات للمساعدات الدولية" . وشدد في هذا السياق على أن موقف بان كي مون "غير المفهوم والشاذ والمتحيز والمناصر لاطروحات ماضوية عفا عنها الزمن منذ عقود " خرج عن جادة الصواب وجانب الحقيقة والصدقية وسعى من حيث لا يعلم في تعقيد القضية" ، في وقت يكرس المجتمع الدولي كل جهوده لحل القضية على أساس المقترح المغربي الذي أشادت ونوهت به كل الدول الوازنة. واعتبر بوخبزة أن بان كي مون ضرب عرض الحائط كل الجهود الدولية ومقررات مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة من اجل إرضاء أولئك الذين ما فتئوا يدقون طبول الحرب ويجنحون الى الحلول العسكرية ،في وقت ينص ميثاق الأممالمتحدة على الطرق السلمية في فك النزاعات . وكانت حكومة المملكة المغربية قد عبرت، أمس الثلاثاء، عن احتجاجها القوي على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول قضية الصحراء المغربية. وأكدت الحكومة المغربية في بلاغ أنها تسجل باندهاش كبير "الانزلاقات اللفظية وفرض الأمر الواقع والمحاباة غير المبررة للأمين العام الأممي السيد بان كي مون خلال زيارته الأخيرة للمنطقة". وعبرت حكومة المملكة المغربية عن احتجاجها القوي على تصريحات الأمين العام الأممي حول قضية الصحراء المغربية، مؤكدة أن هذه التصريحات غير ملائمة سياسيا، وغير مسبوقة في تاريخ أسلافه ومخالفة لقرارات مجلس الأمن، كما انها مسيئة وتمس بمشاعر الشعب المغربي قاطبة.