لم تمر تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عندما قال نهاية الأسبوع الماضي، إنه يتفهّم "غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار حالة احتلال أراضيه"، دون أن تثير احتجاج الحكومة المغربية، التي اعتبرت، مساء اليوم، أن تصريحات "كي مون" المسيئة تمس بمشاعر الشعب المغربي قاطبة. وعبّرت الحكومة المغربية، في بلاغ توصلت به هسبريس، عن "اندهاشها الكبير للانزلاقات اللفظية وفرض أمر واقع والمحاباة غير المبررة للأمين العام الأممي، بان كي مون، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة"، مبرزة أنها تسجل بذهول أن الأمين العام الأممي استعمل عبارة "احتلال" لوصف استرجاع المغرب لوحدته الترابية، كما اعتبرت أن "هذا التوصيف يتناقض بشدذ مع القاموس الذي دأبت الأممالمتحدة على استخدامه في ما يتعلق بالصحراء المغربية". وأعربت الحكومة في البلاغ ذاته، عن "احتجاجها القوي على تصريحات الأمين العام الأممي حول قضية الصحراء المغربية"، مشيرة إلى أن "هذه التصريحات غير ملائمة سياسيا، وغير مسبوقة في تاريخ أسلافه ومخالفة لقرارات مجلس الأمن". وزاد بلاغ: "هذه التصريحات المسيئة تمس بمشاعر الشعب المغربي قاطبة"، مضيفا أن "الحكومة تسجل سواء تعلق الأمر بمجريات هذه الزيارة أو بمضمون التصريحات التي تخللتها، أن الأمين العام للأمم المتحدة تخلى عن حياده وموضوعيته". وأشارت الحكومة المغربية، إلى أن" الأمين العام الأممي عبر بشكل علني عن تساهل مدان مع دولة وهمية، تفتقد لكل المقومات بدون تراب ولا ساكنة ولا علم معترف به"، معربا عن أسف المغرب لكون "كي مون" استسلم لابتزاز الأطراف الأخرى من خلال فرض أمر واقع في خرق للالتزامات والضمانات المقدمة من طرف المغرب"، يورد البلاغ. وكان بان كي مون، قد غيّب الحديث عن المبادرة المغربية للحكم الذاتي للصحراء أثناء زيارته للمنطقة، مفضلا الانحياز إلى أطروحة جبهة البوليساريو الانفصالية والتي تدعو إلى ما تسميه "تقرير مصير الشعب الصحراوي". بدوره أعلن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة "استيفان دوغريك"، أن "الأمين العام يرغب بتقديم تقرير هو الأول من نوعه، لأعضاء مجلس الأمن الدولي نهاية أبريل المقبل، حول ما شهده وما استمع إليه، خلال الزيارة التي أجراها في اليومين الماضيين لمخيمات تندوف". وتابع دوغريك "إن هدف الأمين العام من خلال زيارته للمنطقة، هو تقييم الوضع والمساهمة في البحث عن تسوية لقضية الصحراء.. لقد تأثر بان كي مون بما شاهده ويشعر بالذنب لأنه لم يتحرك قبل ذلك، معربًا عن القلق بشأن الوضع الأمني وزيادة الأنشطة الإجرامية والاتجار بالمخدرات واحتمالات قدوم متطرفين وإرهابيين إلى المنطقة، لكنه لم يلحظ أبدًا تسلل أي من العناصر الإرهابية إلى المخيمات"، يقول المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة.