تم أمس الخميس بتطوان تنظيم حفل تقديم وتوقيع كتاب "الفكر السياسي للزعيم عبد الخالق الطريس"، لمؤلفه الباحث محمد طارق حيون. واعتبر الأستاذ الباحث عبد الواحد بن صبيح، في كلمة خلال الحفل الذي نظمته جمعية "المبادرة التنموية لتطوان والناحية ذات المنفعة الاقتصادية"، أن الكتاب يعتبر سيرة ذاتية "موضوعية ووثائقية" حول أحد أهم زعماء الحركة الوطنية بشمال المملكة، والذي عرف بإخلاصه وتضحياته الكبيرة من أجل الوطن، موضحا أن الكتاب يتعرض إلى "مجموعة من مراحل نضال الزعيم الطريس وخطبه ومواقفه السياسية قبل وبعد الاستقلال". وأشاد المتدخل بجهد الكاتب لجمع معلومات من مراجع ومصادر متعددة في محاولة لرسم ملامح الفكر السياسي لعبد الخالق الطريس، المتميز بأبعاده النضالية والإصلاحية والتنويرية. وأشار إلى أن مواقف الطريس تنقسم إلى مرحلتين يفصل بينهما حدث استقلال المغرب، موضحا أن المرحلة الأولى تميزت ب "حس نضالي ودهاء سياسي دفع بالطريس إلى إحراج الحماية الإسبانية عبر الدفاع عن الوطن من داخل الحكومة الخليفية"، بينما تغلب على المرحلة الثانية جهود الطريس للمساهمة في بناء دولة حديثة في إطار الملكية الدستورية. وخلص إلى أن فكر الطريس تمحور على أربعة نقاط أساسية، تتمثل في الدفاع على وحدة الوطن، وتوطيد النظام الديموقراطي ضمن الملكية الدستورية، والإصلاح التدريجي، وإعلاء مصلحة الوطن والمواطنين على النزعات الحزبية. من جانبه، أبرز مؤلف الكتاب، محمد طارق حيون، أن هذا العمل يلامس قضايا ارتبطت بمغرب قبل وبعد الاستقلال، والتي تميزت بمجموعة من المبادرات والنضالات التي ساهمت بشكل أو بآخر في نيل المغرب لاستقلاله وتثبيت الدعائم الأولى لمغرب الحرية والاستقلال. كما أبرز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه حاول التطرق إلى مجموعة من الأحداث التاريخية المهمة التي تميزت بها منطقة شمال المغرب بشكل خاص، والمغرب بصفة عامة، وكان عبد الخالق الطريس أحد الفاعلين فيها، مشيرا بالأساس إلى التنسيق التام بين رجالات الحركة الوطنية بشمال المغرب ووسطه وجنوبه. وقال إن الكتاب يتوقف أيضا عند العديد من المبادرات التي قام بها الطريس بعد الاستقلال، خاصة توحيد حزبي الإصلاح الوطني والاستقلال، لتشكيل تحالف يسير على خطى كتلة العمل الوطني، لتكريس دولة الحق والقانون والمؤسسات الدستورية، وتثبيت الديموقراطية عبر صناديق الاقتراع.