حلت أمس الذكرى الأربعون لوفاة الزعيم الوطني الاستقلالي الكبير، الأستاذ عبد الخالق الطريس، الذي دخل تاريخ الحركة الوطنية بصفته رائداً من روادها الكبار، آمن بالوحدة الترابية للمملكة المغربية ، وكافح في سبيل التحرير والاستقلال ، وسجل للتاريخ مواقف نضالية بطولية، انطبعت بالصدق في الانتماء، والإخلاص في الولاء، والصبر عند الابتلاء، والتفاني في البذل والعطاء من أجل بناء الدولة المغربية القوية على أسس ثابتة من الديمقراطية، وفي إطار الملكية الدستورية التي كان من رواد المؤمنين بها ومن كبار الداعين إليها ومن رموز التضحية في سبيلها. لقد ارتبط اسم الأستاذ عبد الخالق الطريس بالكفاح من أجل ترسيخ الوحدة الوطنية، فقد رفض الأمر الواقع الذي فرضه الاستعمار الفرنسي والإسباني على المغرب في عهد الحماية، وتمرد عليه، وأبى الإذعان له، ووقف في وجه سياسة تمزيق الوطن إلى ما كان يعرف بالمنطقة السلطانية والمنطقة الخليفية والمنطقة الدولية ومنطقة إفني ومنطقة الصحراء الغربية، فكان من القادة الوطنيين الذين ناضلوا من أجل الوحدة والديمقراطية وحكم دولة القانون والمؤسسات التي تقوم على قاعدة الملكية الدستورية. إننا إذ نستحضر المواقف الوطنية الشجاعة الشريفة التي اتخذها الأستاذ عبد الخالق الطريس، سواء في عهد الحماية أو في عهد الاستقلال، نترحم على روحه الطاهرة، ونؤكد على اعتزازنا بهذا القطب من أقطاب الوطنية والحركة الاستقلالية، الذي كان شامخاً بشخصيته الفذة المشبعة بروح النضال والمتشبثة بالقيم والمقدسات. وتقديراً من حزب الاستقلال الذي كان المرحوم الأستاذ عبد الخالق الطريس أحد قادته الكبار، للمسيرة النضالية للزعيم الوحدوي ، فقد قرر أن يحيي ذكراها يوم 25 يونيو القادم، بما يليق بها من تمجيد وإعزاز وتقدير. إننا اليوم أحوج ما نكون إلى أن نستمد من المواقف النضالية الوحدوية الاستقلالية للأستاذ عبد الخالق الطريس، ما نقوي به إرادة الصمود أمام المؤامرات التي تحاك ضد وحدتنا الترابية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها قضيتنا الوطنية العادلة. رحم الله زعيم الوحدة الأستاذ عبد الخالق الطريس، وأكرم مثواه وجزاه خير الجزاء عما قدمه للوطن من تضحيات جسام، وعما سجله له تاريخ المغرب المعاصر من مواقف نضالية مشرفة.