تحل اليوم( 27 ماي) الذكرى 46 لوفاة زعيم الوحدة عبد الخالق الطريس طيب الله ثراه، أحد رواد حزب الاستقلال المجاهدين إلى جانب الزعيم الراحل علال الفاسي، الذين قيضهم الله لخدمة وطننا العزيز في بداية القرن الماضي، في فترة من أحلك وأعقد فترات تاريخنا المعاصر، ليرسموا للأجيال اللاحقة معالم طريق الحرية والاستقلال و الانعتاق من الاحتلال، وبعث روح العزة والكرامة لدى الأفراد والجماعات، فسجل بنضالاته الطويلة و مواقفه الشجاعة تاريخا مشرقا من التاريخ الوطني لحزب الاستقلال وبلدنا المغرب. لقد عرف الأستاذ الطريس بين رفاق دربه النضالي بدماثة الأخلاق، و الخصال الحسنة والمروءة والنبل والكرم والإخلاص، والروح الوطنية العالية. وجسد هذه المعاني طيلة نصف قرن من مساره النضالي، فما حاد عن تلك الصفات الحميدة، رغم تقلبات الظروف المساعدة والمعاكسة، فكان محط تقدير وإكبار كل من عايشوه وواكبوا مساره الغني بالعطاء، منذ أن كان طالبا، ثم رئيسا لجمعية الطالب المغربية، ومديرا للمعهد الحر..... وزعيما لحزب الإصلاح الوطني، وعضوا لللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال وبرلمانيا ورئيسا للفريق الاستقلالي للوحدة التعادلية بمجلس النواب و سفيرا للمغرب بالعاصمة المصرية القاهرة وبجامعة الدول العربية وبالعاصمة الإسبانية مدريد ووزيرا للعدل .....الخ. وقد مكنته خصاله وأخلاقه الحميدة وثقافته الواسعة وملكاته الفكرية من ربط علاقات واسعة مع رجالات الفكر التحرري بالمغرب وخارجه، وفي مقدمتهم الأمير شكيب أرسلان، وعيا منه بما تقتضيه مواجهة الصعاب من تعبئة الجهود الصادقة لإذكاء الروح الوطنية، وإشاعة الوعي بضرورة التصدي لجميع المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد بلادنا على أكثر من واجهة. وتجاوزت اهتماماته رقعة الوطن، لتعانق قضايا وهموم الأقطار والبلدان العربية والإسلامية. لقد كان بحق الزعيم المناضل الغيور، المتنور، والسياسي المحنك، والصحفي المتفتح، والحريص على إشاعة الوعي السياسي بأهمية تكوين الأجيال، وترسيخ الحس الوطني في نفوس مختلف شرائح الشعب، بكل وسائل التواصل المتاحة لخلق حركة وطنية حقيقية، تفتح أعين كافة الفئات على ما ينبغي بذله من جهد للتصدي و مواجهة كل المخططات التي تحاك ضد الوطنيين والوطن. وتميز المجاهد الأستاذ الطريس بقدرة فائقة على الصدع بالحق بشجاعة نادرة قل نظيرها، إذ لم تكن تأخذه في الحق لومة لائم. إن الحديث عن الزعيم الطريس حديث ذو شجون، ولن تكف هاته السطور ولا الصفحات للتطرق لسيرته النضالية الطويلة وعطاءاته العديدة. رحم الله زعيم الوحدة المرحوم عبد الخالق الطريس رائد الدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية، مع كل رجالات وطننا الأفذاذ الذين وهبوا حياتهم من أجل أن نعيش جميعا مواطنين أحرارا في وطن حر. *ذ. محمد طارق حيون المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال بعمالة المضيقالفنيدق وعضو المجلس الوطني