خلد حزب الاستقلال، يوم أمس الجمعة بمكناس، الذكرى الواحدة والأربعين لوفاة أحد زعماء الوحدة الأستاذ عبد الخالق الطريس، في حفل حضره عدد من أعضاء اللجنة المركزية للحزب ومناضلون من مختلف مناطق المغرب. وقال الأمين العام للحزب السيد عباس الفاسي، في كلمة ألقاها بالمناسبة ، إن اختيار مكناس لتخليد هذه الذكرى يعتبر عربون وفاء لإسهام رجالها ونسائها وشبابها في الحركة الوطنية المعاصرة بالمغرب التي كان المجاهد الطريس أحد أعلامها البارزين. وأضاف أن الحزب وهو يخلد هذه الذكرى في أجواء مفعمة باحتدام النقاش حول قضايا الحرية والإصلاحات الدستورية، فقد ارتأى إحياءها تحت شعار " عبد الخالق الطريس والنضال لبناء مجتمع ديمقراطي"، باعتباره أحد رموز الكفاح الوطني المؤمنين بقضايا وطنهم الأساسية وفي مقدمتها الحرية والديمقراطية التي كرس حياته للنضال من أجلها. واستحضر السيد الفاسي خصال الراحل الطريس الذي "كان مثالا للمروءة والنبل والكرم والإخلاص، علاوة على قدرته على الصدع بالحق بشجاعة نادرة "، مشيرا إلى أنه كان " بحق ، الرجل المناضل الغيور ، المتنور، والحريص على إشاعة الوعي السياسي بأهمية تكوين الأجيال وترسيخ الحس الوطني". وأبرز مختلف الكتابات التي خلفها الأستاذ الطريس والتي أكد فيها على مجموعة من القيم والمبادئ لصون حرية الأفراد والجماعات وكرامتهم في ظل حياة دستورية شكلت لديه أهم غايات الحركة الوطنية، إلى جانب إيمانه بنمط حكم يكون مجسدا لديمقراطية حقيقية . كما استحضر الأمين العام للحزب المواقف الثابتة للطريس في كل القضايا المصيرية خاصة منها النضال من أجل إرساء دعائم الديمقراطية وتدشين الحياة الدستورية وتعبئته للرأي العام الوطني لضمان إشراك الشعب في التسيير عبر المؤسسات المنتخبة. ومن جانب آخر، يضيف السيد الفاسي، طالب الطريس بجعل الإعلام العمومي يسهم في إشاعة ثقافة الممارسة الديمقراطية عن طريق بث وقائع جلسات مجلس النواب قياسا على ما يقع في الدول الأخرى لتنوير الرأي العام والتعود على الممارسة الديمقراطية. وخلص السيد الفاسي إلى أن تمسك حزب الاستقلال بإحياء ذكريات زعمائه إنما يعبرعن الوفاء للمدرسة الوطنية التي وضع أسسها رواد الحركة الاستقلالية الأوائل الذين كان من بينهم الأستاذ الطريس، واستخلاص العبر في كفاحه وتضحياته خاصة في هذا الظرف الذي تشهد فيه البلاد ثورة جديدة للملك والشعب. وتناول الكلمة بعد ذلك عدد من مناضلي الحزب الذين أجمعوا على أهمية تخليد هذه المناسبة، واستحضار مسار حياة رجل كافح من أجل القيم وبناء مستقبل أفضل للبلاد ، وساهم في بناء صرح المؤسسات وترسيخ المقومات الثقافية والحضارية للبلاد، واستلهام الشباب من دروسها.