كتبت صحيفة (الباييس) الاسبانية أن مدينة طنجة أضحت أكبر قطب اقتصادي بالمغرب، وأصبحت بالتالي "الدورادو" جديد للشركات الإسبانية. وأبرزت اليومية، في ملف خاص حول المدينة نشرته ضمن ملحقها الاقتصادي، المشاريع الكبرى بالمنطقة، لاسيما الميناء والمجمع الصناعي طنجة المتوسط، الذي يقدم "آفاقا جيدة" للشركات الاسبانية في قطاعات مثل السيارات والطيران وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والطاقات المتجددة والنقل والخدمات اللوجستية. وأضافت اليومية أن عددا كبيرا من ال300 شركة إسبانية التي تنشط بالمغرب والمستقرة في الدارالبيضاء فتحت تمثيليات لها بطنجة، مشيرة إلى أن هذه المدينة الواقعة شمال المملكة تسجل نموا اقتصاديا سنويا بنسبة 20 في المائة ويتركز بها 10 في المائة من الناتج الداخلي الخام للمغرب. وتابعت أن طنجة تمثل رهان التنمية بشمال المغرب، بميناء يطمح لأن يصبح أحد أهم الموانئ بحوض المتوسط، يصاحبه انتشار كبير للبنيات التحتية والوحدات الصناعية، مبرزة أن هذا الزخم التنموي مكن من خلق نصف مليون منصب شغل خلال العقد الماضي، ومضاعفة عدد سكانها إلى نمو مليوني نسمة. وذكرت (الباييس) أن "طنجة كسانتياغو دي تشيلي أو سنغافورة، توجد ضمن هذه المجموعة من المدن التي تعتبر مناسبة للقيام بأعمال تجارية، وتتمتع بموقع استراتيجي كبوابة نحو أوروبا وإلى القارة الإفريقية، وتحتل موقعا رئيسيا في هذا الطريق البحري الذي يمثله مضيق جبل طارق". وأشارت اليومية إلى أنه "لا توجد شركة كبرى في العالم لا تريد تعزيز وجودها" في طنجة ومنطقتها، التي تجذب سنويا مليارات الأوروهات من الاستثمارات، مؤكدة أنه على سبيل المثال، تنصح غرفة التجارة الاسبانية بطنجة ثلاث إلى أربع مقاولات يوميا، باستكشاف فرص الأعمال بهذه الجهة. وقالت اليومية إن جهة طنجة توجد ضمن أولويات مخطط تسريع التنمية الصناعية 2014-2020 للحكومة المغربية، وتستفيد من مشاريع مهيكلة كبرى كميناء طنجة المتوسط "العملاق"، الذي "وإن لم يدخل الخدمة إلا منذ عشر سنوات، فإنه أضحى أول ميناء للشحن العابر في إفريقيا". وخلصت (الباييس) إلى أن "طنجة المتوسط عنصر رئيسي في المشروع الصناعي الضخم الذي رسمه المغرب لمنطقة الشمال"، مستعرضة المشاريع الكبرى التي أنجزت بفضل هذه الرؤية، لاسيما مصنع رونو ومنطقة انتاج السيارات بطنجة ومشروع إنشاء مدينة ذكية بشراكة بين البنكي المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا والمجموعة الصينية هايتي.