كان المثقفون ورجال الفن بمدينة طنجة على موعد يومي 7 و 8 مارس مع الاحتفال بعيد المرأة من خلال التظاهرتين الفنيتين الكبيرتين اللتين نظمهما منتدى الفكر والثقافة والإبداع بالمناسبة. يتعلق الأمر أولا بالمعرض التشكيلي المنظم في رحاب رواق المشور بمتحف القصبة يوم 7 مارس والذي شاركت فيه 8 فنانات تشكيليات تحت عنوان: "8 فنانات يحتفلن ب 8 مارس هن: أمينة الدغمومي، أمينة الرميقي، أسماء بوعزة، حفيظة عوشار، فطومة بلفقيه، نورا صبار، رشيدة المدني، وسميرة زيان. وثانيا بالعرض المسرحي الذي نظمه المنتدى بشراكة مع جمعية "وفاق للتضامن المساواة وتكافؤ الفرص" يوم 8 مارس والذي قدمته فرقة الأكواريوم بعنوان:"اشكون فيه الديفو؟" بمسرح الحداد. ولقد حضر في افتتاح المعرض نفر كبير من الفنانين التشكيليين والمثقفين والإعلاميين بالمدينة لمشاركة الفنانات الثمان اللائي أبين إلا أن يقدمن عصارة أعمالهن ولوحاتهن التي أبانت أن المرأة التشكيلية لا تختلف عن الرجل التشكيلي في الخلق والإبداع من خلال أعمال اختلفت في أساليبها ومقارباتها باختلاف الفنانات المشاركات. من جهة نجد أمينة الدغمومي ذات التوجه الشكلاني وأسماء بوعزة التي تفضل التركيب في الألوان في حين يبدو واضحا عند رشيدة المدني تأثرها بالمكتوب بحكم كونها شاعرة وروائية. أمينة الرميقي الأكثر احترافية من الأخريات تسجل مشاهد تقليدية من خلال علامات أيقونية مدروسة. فطومة بلفقيه فنانة عصامية ساهمت بلوحات تعكس عصاميتها واجتهادها وحسها الفني. على أن حفيظة عوشار فضلت نقل جمالية التراث المعماري المغربي الذي يشكل عنصرا هاما في إلهامها. وإذا كانت سميرة زيان فضلت الاشتغال على الخشب وعلى أدوات أخرى مختلفة فإن نورة صبار وظفت اشتغالها وخيالها على ثقافة العلامة والإشارة في الثقافة المغربية من أجل أن تعكس اللوحة غنى الحركية الثقافية المغربية. إن تنوع الأساليب في هذا المعرض يعكس غنى التجارب الفنية للفنانات المشاركات في المعرض، هذه التجارب التي هي في حاجة ماسة إلى دراسة نقدية عميقة ستعمل لا محالة على إبراز العطاء التشكيلي النسوي المغربي بموازاة مع العطاء الرجالي المغربي. ثم كان موعد الاحتفال يوم 8 مارس مع مسرحية "شكون فيه الديفو؟" لفرقة أكواريوم من إخراج نعيمة زيطان ونص مريم الزعيمي وسينوغرافيا يوسف العرقوبي في حين كان التشخيص لثورية ابراهيم، جليلة التمسماني، سناء محيي الدين و عادل اباعراب. وهي مسرحية فكاهية تعالج أشخاصها قضايا طبقات مختلفة في دوامة الشغل تعيش مشاكل مرتبطة في فضاءات متنوعة للعمل حيث تطفو العلاقات المتناقضة داخل مجتمعنا وحيث يطهر التمييز الصارخ ضد المرأة سواء داخل المعمل أو في الشركات. كل ذلك في أسلوب المرح الذي تجاوب معه الجمهور الحاضر بشكل ملفت هذا الجمهور الذي كان متكونا بالأساس من العنصر النسوي.