من المنتظر أن يتم خلال الأيام القادمة، مباشرة أشغال تهيئة السوق النموذجي الكبير بمنطقة بني مكادة، وهو المشروع الذي يهدف حسب مسؤولين جماعيين، إلى وضع حد لفوضى البيع العشوائي الذي تعرفه أسواق المنطقة، لأزيد من سنيتن. مشروع تهيئة السوق الكبير، حسب مصادر جماعية، يأتي في إطار مخطط لإعادة تهيئة وتأهيل سبع أسواق نموذجية، تم إحداثها منذ سنة 2000 بغلاف مالي، قيمته نحو خمسة ملايين درهم، لنفس الغرض وهو محاولات تنظيم الباعة المتجولين والحد من ظاهرة احتلالهم للشوارع العامة بمختلف مناطق مدينة طنجة. لكن ومنذ إحداث هذه الأسواق، ظلت هذه التجربة عنوانا لفشل ذريع، بسبب الحالة المزرية التي تعاني منها البنية التحتية جهة، ولفشلها في احتضان وإيواء الباعة المتجولين المستهدفين من جهة ثانية. وعن هذا المعطى يصرح مصدر جماعي، أن من بين أسباب فشل التجربة في تحقيق أهدافها، هو قيام بعض الباعة المتجولين بتفويت المحلات التي استفادوا منها، ليعودوا بعدها لممارسة التجارة العشوائية في الشارع العام. ويعتبر نفس المصدر، أن نجاح أي تأهيل مستقبلي لهذه الأسواق، يتطلب بالدرجة الأولى التزاما أخلاقيا وقانونيا من جانب المستفيدين، "وإلا فإننا سنظل ندور في نفس الدائرة المفرغة"، يقول نفس المصدر الذي فضل عدم ذكر هويته. من جانب آخر، يبرز عمر مورو، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لولاية طنجة، أن برنامج تأهيل الأسواق النموذجية الموجودة، يشمل تهيئة البنيات التحتية المزرية التي توجد عليها معظم هذه المنشآت، مع نقل البعض منها إلى أماكن أخرى، من أجل معالجة معضلة عرقلة حركة السير التي تتسبب فيها المركبات الاقتصادية المعنية. ويضيف مورو، في تصريح صحفي، أن مشروع التهيئة والتأهيل سيشمل أيضا تزويد الأسواق النموذجية بخدمة الماء والكهرباء وربطها بقنوات الصرف الصحي، مبرزا أن عملية تسيير هذه المركبات ستخضع لمقتضيات دفتر تحملات محددة مسبقا، حيث سيعهد هذا الأمر إلى مكتب إداري لكل سوق نموذجي.