دعا "نداء أصيلة"، الصادر عن ندوة "التغير المناخي والأمن الغذائي"، التي نظمت ما بين 21 و23 يونيو الجاري، إلى تعزيز قدرات الدول على المواجهة الجماعية لتغيرات المناخ الدورية. وطالبت الوثيقة، الصادرة عن اللقاء الذي نظم في إطار فعاليات جامعة المعتمد بن عباد الصيفية، المنعقدة ضمن موسم أصيلة الثقافي الدولي، بتعزيز قدرات البنوك الزراعية عبر تمكينها من إدماج قضايا تغير المناخ في استراتيجيتها ودمج البعد البيئي في السياسات العمومية. وعلى الصعيد العالمي، أوصى الخبراء والقادة المشاركون في هذه الندوة بتوجيه المزيد من التدفقات المالية من البلدان الغنية نحو بلدان الجنوب، من أجل مواجهة تحديات التغير المناخي واستنباط آليات تمويلية مبتكرة، وخاصة عن طريق التشارك بين القطاعين العام والخاص. وعلى الرغم من استثمار مئات الآلاف من الدولارات لمعالجة الأضرار المترتبة عن تغير المناخ، شدد النداء على ضرورة أن تبذل الحكومات والمجتمع الدولي جهودا هائلة بغية حشد مزيد من الموارد. ولاحظت الوثيقة تصاعد التوترات والصراعات في جميع أنحاء العالم نتيجة الضغط على الموارد الطبيعية كالماء والأراضي الزراعية والغابات، مطالبة باكتشاف حلول بناءة ومبتكرة للرد على هذه المشاكل. ويتجه جانب من هذه الحلول، حسب النداء، إلى المستوى المحلي حيث طالب بدمج القيم الإفريقية والمعارف المحلية لإعادة صوغ الرسالة الخاصة بإدارة البيئة واستحداث تغيرات سلوكية لدى الساكنة وتعزيز قدرات السكان المستهدفين ولاسيما النساء والشباب عن طريق إنشاء آليات تمويلية مناسبة بما في ذلك القروض الصغرى. كما رحب المشاركون في الندوة بجهود المغرب في دعم الشركاء الأفارقة لتنفيذ سياساتهم في مجال التنمية الزراعية، داعيا إلى مواصلة هذه الجهود التي تعزز مكانة المملكة الرائدة في كل ما يتصل بتغير المناخ والسياسات البيئية. ويتواصل برنامج موسم أصيلة بندوات تتناول "الملامح الجديدة للاستشراق في الفنون العربية المعاصرة" (25-26 يونيو)، و"فصول الربيع العربي من منظورنا ورؤية الآخر" (28-29 يونيو)، و"الهوية والتنوع والأمن الثقافي" (1-2 يوليوز)، و"المشهد الإعلامي في دول مجلس التعاون الخليجي في ضوء التطورات في المنطقة" (3-4 يوليوز).