بعد ثلاثة أيام عاشتها مدينة شفشاون على إيقاع الرسم الصحافي الساخر، أسدل الستار الأحد تاسع يونيو عن فعاليات الدورة الخامسة لملتقى الكاريكاتور والإعلام الذي تنظمه جمعية فضاءات تشكيلية بشفشاون، بحضور نخبة من ألمع الرسامين المغاربة في بوثقة لمت رواد هذا الفن الى جانب محترفيه وهواته، وبعض طلبة معهدي الفنون الجميلة بتطوان والدار البيضاء، بالإضافة إلى باحثين وصحفيين ومهتمين. وكانت دورة هذه السنة قد حملت إسم الفنان الراحل محمد عليوات حمودة (19561998) في التفاتة احتفائية ببصمة الراحل الفنية. وفي هذا الإطار أجمع الباحثون وبعض الفنانين الذين تدخلوا في فقرة تكريمه، على الدور الكبير الذي لعبه الراحل حمودة في تطوير فن الكرطون المغربي، معتبرين إياه حلقة جوهرية في تاريخ الرسم الساخر بالمغرب. وجاءت كلمة الفنانة نزيهة البشير العلمي، رئيسة جمعية فضاءات تشكيلية مفعمة بتعابير الإعجاب والتقدير بتركة الراحل الفنية، مؤكدة أن الملتقى سيستمر في لفت الأنظار إلى تلك القامات الرائدة في هذا المجال ببلادنا.. وقال الفنان العربي الصبان مخاطبا الحضور بتأثر إنساني واضح: باحتفائكم بحمودة تكونون قد احتفيتم بالكاريكاتور المغربي، إن روح حمودة حاضرة بينكم اليوم. ومن جانبه قدم صاحب جريدة "التقشاب" الفنان أحمد موتاج بورتريها مطولا عن الفنان الراحل، متناولا الذكريات البينية المشتركة، والتي عاشاها معا ابتداء من أواخر السبعينيات إلى أن غادرنا المرحوم سنة 1998. الفنان محمد الخزوم أشاد بعلو الكعب الذي أبان عنه حمودة في مجال صعب وممتنع ألا وهو الرسم الصحافي الساخر، بكل ما يحبل به من تعقيدات، منوها بمسيرة هذا المبدع الطويلة والرائدة. ومن الجيل الجديد جاء تدخل الفنان عبدالغني الدهدوه مفعما بتعبيرات الوفاء اتجاه رواد الفن الساخر ببلادنا، منوها بدور الراحل ومعتبرا إياه أستاذا لجيل بكامله، مشيرا إلى أن الكثير من المهتمين فاجأتهم شعبية حمودة الكبيرة التي عبر عنها جمهوره عند موته عن طريق بعث رسائل التعزية للجريدة التي اشتغل فيها حمودة لمدة 15 سنة، بكثافة ملفتة للنظر. الأستاذ المبرز سعيد كرماس قدم تحليلا وافيا لنماذج مختارة من أعمال حمودة، مركزا على بعض الرسومات التي صاحبت نصوص الشاعر عبدالرفيع الجواهري في كتابه "نوافذ".هذا وقدمت على هامش الجلسة التكريمية هدايا رمزية لأرملة الفنان السيدة فتيحة فنان وأخته الفنانة ثريا عليوات. ندوة الملتقى تناولت فن الكاريكاتيرالمغربي في جوانبه المختلفة، حيث وقفت ورقة الصحافي فؤاد مدني رئيس تحرير مجلة هسبريس الأسبوعية عند حضور الكاريكاتور المغربي على الويب، مشيرا إلى أن الكاريكاتور المغربي له وجود محتشم على الشبكة العنكبوتية، ولا تطالعك فيها أثناء البحث سوى أسماء محددة ومحصورة. وألقى الصحافي والباحث محمد أحمد عدة سكرتير تحرير هسبريس الأسبوعية ورقة تناولت فن الكاريكاتور من منظور أكاديمي، مسلطا الضوء على الخلفيات الثقافية وزوايا النظر والرؤيا التي يتمتع بها رسام الكرطون بشكل عام. وفي فقرة أخرى من برنامج الملتقى، اكتظت ساحة وطاء حمام السياحية بمدينة شفشاون بعاشقي الرسم الساخر في لحظة رسم الوجوه بطريقة الكاريكاتور السريع، وهي فقرة اكتسبت جمهورا وفيا ينتظرها بشغف كبير كل عام.