[جانب من حفل افتتاح ملتقى الكاريكاتير بشفشاون.] شفشاون "مغارب كم": بوشعيب الضبار افتتح ليلة أمس في القصبة بمدينة شفشاون الملتقى الوطني الرابع لفن الكاريكاتور والإعلام، تحت شعار "من أجل كاريكاتور يكشف ويصحح الرؤية"، بمشاركة أبرز رسامي الكاريكاتير في المغرب. وأبرز الفنان محمد الخزوم، الذي تولى تقديم حفل الافتتاح، أهمية انعقاد التظاهرة ، فوق هذه المدينة الجميلة التي راكمت عبر تاريخها العريق تراكمات في عوالم الإبداع، نظرا لما يقوم به الكاريكاتير اليوم في الصحافة من دور في النقد وتقويم الاعوجاج سياسيا وثقافيا واجتماعيا. وتحتفي الدورة الرابعة لهذا العام بالفنان العربي الصبان، باعتباره أحد رواد هذا الفن المشاغب الجميل في المغرب. وسوف يقام له حفل تكريم مساء اليوم من تأطير الشاعر عبد الكريم الطبال، والفنانين عبد الغني الدهدوه ومحمد الخزوم، في أمسية يحييها الموسيقي عبد السلام البوقمحي ومجموعته. وقالت نزيهة البشير العلمي،بإسم مندوبية وزارة الثقافة،إن الملتقى الوطني الرابع لفن الكاريكاتير يجمع بين مختلف الحساسيات والمدارس والتوجهات، مشيرة إلى أن هذا النوع من التعبير الفني، "كان دائما مجالا للتنبيه والتوجيه، وجسرا للتواصل الجاد، يجمع مابين مدلولات الفكرة وعمقها، وبين فضاءات الريشة وسخريتها." وأضافت العلمي، وهي في نفس الوقت، ، رئيسة جمعية " فضاءات تشكيلية"، أن دورة هذا العام تلتئم حول شخصية نابغة مبدعة راكمت خلال مسيرة امتدت لعقود تجربة عرفتها الساحة الإعلامية الوطنية، وبصمت بعمق قلق مرحلة تنوعت مشاهدها وأحداثها بين مد وجزر. وأوضحت أن ريشة الفنان المحتفى به العربي الصبان، واكبت أهم التفاعلات والتطورات التي عرفها المجتمع، من خلال رفيق دربه مهماز،" هذا الرمز الفني الملتزم بهوية المكان، مبديا رأيه، بكل جرأة وغيرة وتفان، وفاء للاهتمامات والقضايا الوطنية والإنسانية الكونية الكبرى." واستقطب افتتاح الملتقى الوطني الرابع لفن الكاريكاتور والإعلام الذي يمتد إلى غاية يوم الاثنين المقبل جمهورا غفيرا، جاء بدافع غريزي من الفضول للاطلاع على المستوى الذي وصل إليه فن الكاريكاتير اليوم، في تفاعله مع انشغالات المواطنين، وهمومهم اليومية. ولم يخيب رسامو الكاريكاتير ظن سكان مدينة شفشاون، وذلك من خلال المواكبة النقدية واللاذعة لما تشهده الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية من تحولات، وقد تصدرت الزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات بعض اللوحات، التي كان نجمها عبد الإله بنكيران،رئيس الحكومة. وحرص منظمو الملتقى على إفساح المجال لريشات شابة مشاغبة وواعدة، وبعضها يعرض لأول مرة، مثل توفيق الوطني ورشيد أمغوز ومحمد الحو وسامي المغربي ومحمد راوي وأحمد البهلولي. ويشارك في الملتقى أيضا رسامون مشهود لهم بالكفاءة والتجربة والاقتدار،امثال عبد السلام المريني وخالد كدار وانفلوس مصطفى وعبد الغني الدهدوه ومحمد الخزوم والناجي بناجي وخالد الشرادي والحسين عصيد وفريد ودار وطارق بنبابا، ولكل واحد من هؤلاء بصمته ورؤيته وزاويته الخاصة في التفاعل مع قضايا مجتمعه ووطنه. وكان لافتا للانتباه أن يحضر محمد عسيلة،عامل اقليمشفشاون،" وهو مبدع ومثقف وقارئ ، وعضو سابق باتحاد كتاب المغرب،" حسب قول أحد المنظمين، حفل افتتاح الملتقى، ويستمع لشروحات رسامي الكاريكاتير، ما يعني انفتاح السلطات وتصالحها مع هذا الفن، الذي كان الرسميون المغاربة يتعاملون معه بنوع من الحيطة والحذر، لدرجة أن جائزة المغرب للصحافة مازالت لحد الساعة تتجنب هذا الصنف التعبيري. ويعزو بعض المتتبعين ذلك إلى تصريح سابق للعاهل المغربي المرحوم الملك الحسن الثاني، انتقد فيه الكاريكاتير. ويبدو أن رياح التحولات التي هبت مع نسائم الربيع العربي بدأت تعطي ثمارها في التعاطي الإيجابي مع مختلف فنون الإبداع ، بما فيها الكاريكاتير. *تعاليق الصور: جانب من حفل افتتاح ملتقى الكاريكاتير بشفشاون [Share this]