شارك حوالي 20 فنانا كاريكاتوريا في فعاليات الملتقى السنوي الثالث لفن الكاريكاتير، الذي نظم من ثالث إلى 6 يونيو الجاري بشفشاون. ومكن هذا الملتقى، الذي تنظمه جمعية " فضاءات تشكيلية "، فنانين قدموا من مختلف جهات المملكة من عرض مواهبهم للجمهور العريض بساحة وطاء الحمام بقلب المدينة، خاصة الأطفال الذين خصهم المشاركون ببورتريهات. وقام المشاركون، خلال هذا الملتقى بعرض أعمالهم بالقصبة التاريخية للمدينة، حيث عرضت حوالي 40 لوحة كاريكاتورية تناولت العديد من المواضيع السياسية والاجتماعية. واحتضنت دار الثقافة، على هامش هذا الملتقى، ندوة في موضوع "الكاريكاتير وآفاق التغيير"، قدم خلالها الدكتور محمد قيروان عرضا حول الكاريكاتير المغربي، مؤكدا أن هذا الفن يواصل مواجهة التحديات التي تعيقه، كما دعا الفنانين المغاربة إلى إيلاء عناية بفن الصور المتحركة الذي يعرف تطورا كبيرا على الصعيد العالمي. من جهته تناول الأستاذ سعيد كرمس (باحث وخبير في ثقافة الصورة) تجربة الرسام، والكاريكاتيريست والنحات الفرنسي أونوريه دومييه (1808 -1879)، الذي يعتبر واحدا من أكبر الرسامين الفرنسيين في القرن التاسع عشر، والذي رصدت أعماله الحياة الاجتماعية والسياسية في فرنسا في ذلك الوقت. أما بالنسبة للفنان عبد الغني دحدوح، فقد رصد تاريخ فن الكاريكاتير بالمغرب خلال ال 50 سنة الماضية، داعيا الصحف المغربية للاستفادة من هذا النقد الفني لتحسين مضامينها والرفع من مبيعاتها. من جانبه، دعا الرسام محمد خزوم إلى إحداث متحف للكاريكاتير المغربي لتمكين الأجيال الصاعدة من الاستفادة من تجربة المغرب الطويلة في هذا المجال. وتميز هذا الملتقى بتنظيم ورشة لصنع الدمى المتحركة لفائدة ناشئة المدينة بدار الثقافة تلاها عرض المنتوج المصنوع بنفس المحترف، ثم ورشة لتوضيب الأشرطة المرسومة لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية، إضافة إلى ورشة شارك فيها كل الفنانين المشاركين قصد رسم بورتريهات لشخصيات المدينة ورموزها أمام الجمهور، عرضت بعد ذلك بفضاء وطاء الحمام. واختتم الملتقى بحفل فني ساهر، أحياه الفنان عبد السلام البوقمحي، تخللته قراءات شعرية، ثم القيام بزيارة جماعية لمعالم طبيعية شهيرة بالإقليم كموقع أقشور.