احتضنت مدينة شفشاون، أيام 3 و4 و5 يونيو الجاري، "الملتقى الوطني الثالث لفن الكاريكاتير"، بمشاركة مجموعة من الرسامين الكاريكاتيريين المغاربة، الذين تطارحوا موضوع "الكاريكاتير ورهان التغيير" محمد بونيلا يرسم وسط الأطفال (خاص) وأشاروا على أهمية الكاريكاتير ودوره في التغيير ونشر الوعي داخل المجتمع، كما تدارسوا مسألة تفعيل الجمعية المغربية لرسامي الكاريكاتير، التي تعاني غياب التنسيق بين الأعضاء، وانعدام الممارسة الفعلية لهذا الفن لدى البعض، وافتقارها إلى مقر دائم يجتمع فيه الأعضاء. تميز هذا الملتقى الخاص بفن الكاريكاتير، المنظم تحت شعار "الكاريكاتير إبداع فني وثقافة نقدية"، بمفاجأة جميلة تمثلت في الإعلان عن إنشاء متحف لفن الكاريكاتير على ربوة "بوزعافر"، التي تعود إلى العهد الكولونيالي، سيضم مجموعة كبيرة من اللوحات الكاريكاتيرية للفنانين، الذين أسسوا لهذا الفن بالمغرب، إضافة إلى نسخ من الجرائد الساخرة، التي شجعت على ممارسة ونشر هذا الفن. وتحولت ساحة "وطأ الحمام" بشفشاون، خلال أيام الملتقى إلى فضاء مفتوح جمع الفنانين الكاريكاتيريين المشاركين في الملتقى، الذين أنجزوا مجموعة من الرسومات أمام الجمهور، وأجابوا عن أسئلتهم الكثيرة، النابعة من اهتمامهم الكبير بهذا الفن، خاصة الأطفال، الذين أبدوا شغفا كبيرا وتعلقا بهذا المجال. والفنانون المشاركون هم: عبد الغني الدهدوه، والناجي بناجي، ومحمد الحمريطي، ومحمد العابد، وخيي خليل، وعبد السلام المريني، وحسين عصيد، ولحسن بختي، ومحمد عبادي، وعبد الله الدرقاوي، وخالد الشرادي، ومحمد بونيلا، وتوفيق الوطني. افتتح هذا الملتقى، المنظم من طرف جمعية فضاءات تشكيلية بشفشاون، بالإمكانيات البسيطة لأعضائها، وأعضاء الجمعية المغربية للفنين الكريماتيريين، في غياب أي دعم من أي جهة كانت باستثناء دعم بلدية شفشاون، ومندوبية وزارة الثقافة بالمدينة، بمعرض جماعي للفنانين الممارسين لهذا الفن الجميل، من كل المنابر الإعلامية، التي تولي أهمية لمادة الكاركاتير كجنس صحفي إبداعي مؤثر إلى جانب الصورة، والعمود الصحفي. وفي اليوم الموالي، نظمت ندوة حول موضوع "الكاركاتير ورهان التغيير" شارك فيها الباحثين: محمد خيرون، وسعيد كرماص، وفنانا الكاريكاتير: عبد الغني الدهدوه، ومحمد الخزوم، الذين أكدوا أهمية الكاركاتير ودوره في التغيير، ونشر الوعي داخل المجتمع، من خلال رسالته القوية، التي تحمل هموم المواطن البسيط، وتعبر عن قضاياه الاجتماعية والسياسية، من خلال لوحات كاريكاتيرية تنبض بنبض المجتمع وأحاسيسه. ويوم الأحد 5 يونيو الجاري، عقد لقاء بين رسامي الكاريكاتير بدار الثقافة، تطرقوا فيه لمجموعة من القضايا، أبرزها مسألة تطوير هذا الملتقى الوطني، لينفتح على الآفاق العربية والعالمية، ومعاناة الفنانين الممارسين لهذا الفن، كل من زاويته ورؤيته لهامش الحرية، ومناخ الاشتغال داخل كل منبر. واختتم اللقاء بورشة فنية من تأطير فنان الكاريكاتير لحسن بختي شرح من خلاله فن الكاريكاتير في العالم العربي، وأوروبا، وطريقة الاشتغال بدءا من الأدوات التقليدية كالريشة، إلى الأدوات الحديثة المتطورة كجهاز الحاسوب، وبرامج الرسم، والتلوين المتخصصة في المجال. وأسدل الستار على هذا الملتقى بسمر فني على شرف ضيوف الملتقى أحياه الفنان الشفشاوني عبد السلام البوقمحي، إضافة إلى قراءات شعرية مصاحبة له.