على مدى أربعة أيام (345و6 يونيو 2011) تحولت مدينة شفشاون (شمال المغرب) إلى ورشة كبيرة لرسم الكاريكاتير، وذلك في إطار الدورة الثالثة للملتقى الوطني للكاريكاتير المنظم هذه السنة من طرف جمعية فضاءات تشكيلية.بمدينة شفشاون. وعرفت هذه الدورة حضورا عدديا للفنانين هو الأكبر من بين الملتقيات السابقة إذ وصل عدد الذين لبوا الدعوة إلى 20 فنانا من مختلف المدن والمنابر المغربية. في كلمتها أثناء افتتاح الملتقى الذي حضرته وجوه بارزة من شخصيات المدينة أكدت رئيسة جمعية فضاءات تشكيلية السيدة نزيهة البشير العلمي أن الكاريكاتير جنس إبداعي ينتمي إلى التشكيل وينفصل عنه في نفس الآن، وأكدت أن جمعية فضاءات تشكيلية ستعمل على إبقاء الملتقى كتقليد سنوي ينظم كل عام. وعرفت الدورة العديد من العروض والورشات المباشرة مع الجمهور حيث انبرى الرسامون لرسم وجوه أبناء المدينة السياحية في ساحة وطاء حمام في لحظة نادرة تفاعل معها السكان خاصة الأطفال الذين حظوا ببورتريهات مباشرة لوجوههم احتفظوا بها كتذكار. وتحولت قصبة شفشاون التاريخية إلى معرض جماعي لمختارات من أعمال الفنانين المشاركين في معرض ضم حوالي 40 لوحة كاريكاتيرية تتناول قضايا مختلفة في السياسة والمجتمع.كما تم عرض حوالي 200 عمل بتقنية الداطاشير بنفس الفضاء. وفي فضاء دار الثقافة نظمت ندوة حول:"الكاريكاتير ورهان التغيير" شارك فيها كل من الدكتور محمد خيرون الذي قدم ورقة نقدية في موضوع الكاريكاتير المغربي،ملمحا إلى أن هذا الفن لازال يعاني من جملة عراقيل منها عدم الإلتفات إليه في الخطاب الذي يتناول حرية التعبير في المغرب، ودعا الدكتور خيرون الرسامين المغاربة إلى العناية بالكاريكاتير المتحرك الذي عرف تقدما كبيرا على المستوى العالمي. الأستاذ سعيد كرماس(باحث ومهمتم بثقافة الصورة) قدم عرضا مستفيضا تناول تجربة الرسام الفرنسي الكبير "أونوري دوميي" مبسطا مسيرته الطويلة والغنية في مجال الكاريكاتير، ومن جانبه قدم الفنان عبدالغني الدهدوه ورقة تناولت محطات متعددة من مسيرة الكاريكاتير المغربي طيلة 50 سنة من الممارسة لهذا الفن الذكي والناقد، قائلا إننا نعيش اليوبيل الفضي لهذا الفن في بلادنا داعيا الصحف المغربية إلى الإستفادة من الكاريكاتير لإغناء مضمونها ورفع مبيعاتها.. وتناولت ورقة الفنان محمد الخزوم واقع الكارياتير وإكراهاته داعيا إلى إحداث متحف للكاريكاتير المغربي لكي تصان ذاكرة هذا الفن ببلادنا، وتتاح الفرصة للأجيال المتعاقبة للإطلاع على التجارب المغربية عبر عقود. وفي الليلة الختامية احيت فرقة عبدالسلام البوقمحي الموسيقية حفلا غنائيا منوعا وملتزما أما اليوم الرابع من الملتقى فقد كان الفنانون على موعد فريد من نوعه حيث نظمت إدارة الملتقى رحلة جماعية إلى الموقع الإيكولوجي السياحي بنواحي شفشاون حيث وقف الفنانون على جمالية منطقة أقشور وقنطرة ربي الخلابة.