مدينة شفشاون تبتسم ، على مدى ثلاثة أيام موعد الملتقى الوطني الخامس لفن الكاريكاتور والاعلام دورة الفقيد رسام الكاريكاتور المغربي المرحوم محمد عليوات "حمودة"، وقد شهدت المدينة الأندلسية أمس الجمعة حفل افتتاح فعاليات الملتقى بالمركب الثقافي محمد السادس، حيث تقاطر على القاعة الكبرى للمركب ضيوف المهرجان والفعاليات الجهوية والمحلية ورجال الثقافة والفن والاعلام. وقد قدمت الفنانة التشكيلية نزيهة البشير العلمي رئيسة جمعية "فضاءات تشكيلية " المحتضنة للملتقى كلمة بالمناسبة أعربت من خلالها عن تقديرها للفنانين المشاركين وللدعم الذي تلقته من الجهات الرسمية والجمعوية ، كلمة ادارة المهرجان قدمها الصحفي والباحث محمد أحمد عدة ، موضحا المسار المتلاحق للملتقى على مدى خمس دورات إلى جانب الاكراهات التي تواجه الاحتفاء بفن الكاريكاتور ورجاله في ظل نقص الموارد المادية والأدبية . وقد أعلنت الفنانة نزيهة البشير العلمي انطلاق أشغال التظاهرة الفنية التي عرفت تنظيم ندوة علمية حول فن الكاريكاتور تحت شعار "الكاريكاتور عمق ، رؤية ومجتمع" المسيرة من قبل الفنان عبد الغني الدهدوه ، وعرفت الندوة تدخل الفنان التشكيلي محمد لخزوم في موضوع " الكاريكاتور وثقافة الصورة " ، منوها بالأدوار الخطيرة والعميقة التي يمكن للرسام الساخر أن يلعبها والتأثير في صناعة الرأي العام ، وكذا الدور الحيوي للملتقى الوطني لرد الاعتبار لهذا الفن ووضعه في مكانته الطبيعية ، فيما شكلت مداخلة الصحفي فؤاد مدني مدير مجلة هسبريس جسرا يوضح دور الانترنت في خلق اليات تواصلية جديدة عابرة للحدود ودون قيود خاصة فيما كان يعرف بالتعتيم الاعلامي وهيمنة فئة معينة على الوسائط التقليدية . وقد ركز الصحفي والباحث محمد أحمد عدة في مداخلة موالية على مفهوم الالتزام والكفاءة كمرتكزين أساسين لرسام الكاريكاتور لا يمكن دونهما انتاج رسوما مؤثرة مبلغة لرسالة هذا الفن النبيل . بعد ذلك شهدت القاعة تدخلات لفعاليات فنية وثقافية صبت في مجملها على تشجيع هذا الملتقى ا باعتباره داعما لهذا النوع التعبيري ، وفرصة للقاء بين مختلف رسامي الكاريكاتور المغاربة منهم والأجانب ، ومجالا لفتح نقاش جدي حول تأصيل هذا الفن وتقنينه في ظل المشاكل التي يعيشها الرسام الكاريكاتوري من قبيل الصفة القانونية والمهنية. وقد تقدم الى المنصة الأستاذ العربي الصبان قيدوم فناني الكاريكاتور بالمغرب الذي كان من بين المشاركين في انشاء أول جريدة متخصصة في هذا الجنس الفني تحت اسم " خبار السوق " سنة 1978 بمعية مجموعة من رفاق الدرب ، والتي كانت توزع ما بين 120 الى 200 الف نسخة اسبوعيا ، ولم يفت العربي الصبان ان يشيد بتجربة الملتقى الرائدة ، باعتباره فرصة لتبادل التجارب و تلاقحها بين الاجيال المختلفة و الممارسة و المهتمة بالكاريكاتور.