ساكنة طنجة وزوارها لا حل لهم مع الوضع الإيكولوجي المتردي بطنجة إلا أن يستنشقوا الغازات السامة المنبعثة من مزبلة "باصورا" التي لها مخاطر حقيقية خاصة على أكثر من خمسة آلاف تلميذ يدرسون بمنطقة مغوغة في محيط 500 متر،و كذلك تتواجد عشرات الآلاف من العمال بالمناطق الصناعية مغوغة و المجد و هم يمكثون طيلة النهار يتعايشون مع هذا الوضع الخطر الذي يهدد صحتهم ،و يعرضهم للإصابة بأمراض مختلفة مميتة نظرا لاستنشاقهم السموم المنبعثة من احتراق الأزبال . الأمر يكون فظيعا عندما تهب رياح " الغربي أو الشرقي" فتصل الغازات السامة و الكريهة إلى حلق و رئة كل مواطن و مواطنة بطنجة ،و أما الغسيل المنشور فوق سطوح المنازل فيحمل طابع و خاتم مزبلة "باصورة " ألا و هو الروائح الكريهة العالقة بالألبسة. و لا يسلم من استنشاق الروائح النتنة للمزبلة الكبرى كل زائر تطأ أرجله مدينة طنجة ،و خاصة المنطقة الشرقية من المدينة حيث أحياء بني مكادة و العوامة و مغوغة و الشرف و ساحة الثيران و حومة الشوك و طنجة البالية على مرمى هذا الانتشار الفظيع للروائح الكريهة المتنقلة عبر الرياح، و خاصة عند المساء و الليل عند غروب الشمس، و تكون أقل تأثيرا نسبيا بالنهار. الوضع خطير و لا يسمح بالانتظار أكثر ، و مسألة نقل هذا المطرح لمنطقة آمنة أخرى يتأجل سنة بعد سنة مع ضرورة تهييء مطرح بلدي عصري مغطى يعالج كل الانبعاثات الكيماوية،و العمر الزمني لساكنة طنجة يتأثر بأمراض التنفس و الربو و الرئة و السل و غيره، نتساءل عن سبب غياب تام لمجلس المدينة حيث المنتخبين لهم عذر قاهر على ما يبدو يجعلهم لا يهتمون بصحة المواطنين لأنهم مهووسون بالإسمنت المسلح و رخص البناء، و لا وقت لديهم لتضييعه لأجل العناية بهموم المواطنين و صحتهم و سلامتهم ،و خاصة و أن الانتخابات الجماعية و الجهوية موعدها بدأ ي قترب ربما ستكون في غضون شهر أكتوبر أو نونبر، لذلك لا بد من ربح الوقت و اصطياد أكبر عدد من رخص البناء و رخص تسليم السكن ، و أما المواطن فله أن يندب حظه مع واقعه الذي تعطره مزبلة "باصورا " بمواد كيماوية و بيولوجية نتنة و كريهة ... لا يسعنا إلا أن ندق ناقوس الخطر لكي يتحرك كل المسؤولون لإنقاذ صحة الأطفال و العجزة الدين يختنقون كل مساء جراء انبعاث الغازات المحترقة من المطرح البلدي الذي عمر عقودا من الزمن و أصبح كارثة بيئية تهدد السلامة الصحية لسكان طنجة ، و المطرح ليس وحده من يشكل خطرا على المواطنين بل هناك مزابل منتشرة في كل مكان بطنجة بسبب سوء تدبير قطاع النظافة ، و يحمد الله كل المواطنين بطنجة أن أمطار الرحمة هي خير من يعمل على نظافة شوارع و أزقة مدينة طنجة في غياب عناية حقيقية من طرف الجماعة الحضرية لنظافة الأحياء من الأزبال و القاذورات...