- الغيوان ما تموت.. هكذا يقول الغيوان في الأغنية.. دأباً، آرى نشوف: ... في الوقت الذي اعتبر بعض قصيري النظر أن الأغنية الغيوانية (ظاهرة فنية غنائية) ارتبطت بزمن محدد وبأناس معينين، وأن زوالها وانقراضها مرتبط بالغياب البيولوجي لروادها، جاء الجواب، بالنفي، من مدينة البوغاز على لسان نوارس بيضاء ناعمة: - نحن "أطفال الغيوان" أتينا لنحمل مشعل (الأغنية الجيلية) وضمان استمراريتها، خاصة بعد رحيل باقة من زهورها الأولى: الرائع بوجميع، العظيم العربي وباطما وشريكه في البزيزيلة السي محمد، والأستاذ لمراني والشريف باكو، وخونا وحبيبنا السوسدي... أطال الله في عمر الباقين. لعل الذي سنحت له الفرصة لمشاهدة أداء فرقة "أطفال الغيوان" ليقر بالموهبة ويشهد بالتفوق ويسلم بالمعجزة، ويطمئن، أيضاً، على مستقبل هذا اللون الفني (الشعبي) الراقي.. مجموعة أطفال الغيوان، جاءت ومعها الجديد.. إذ لم تقتصر، فقط، على تقديم الأغاني الغيوانية المعروفة، بل تضع لنفسها أحجار أساس لتشييد صرحها الخاص، سعياً إلى التميز والخصوصية والإضافة.. خاصة وأن وراء المجموعة "مْعلم' كبير خبر الكلمة المعبرة عن واقع الحال ومكنون الخاطر، وذاق وأبدع اللحن الجميل، وأحسن الأداء المتميز الذي يفصح عن موهبة ربانية... إنه الفنان الأصيل "سعيد الزميت" أحد مؤسسي مجموعة خلود الجيل التي لا تزال تناغي البلابل في بني مكادة وفي كل مكان.. *** بدعوة كريمة من صديقنا الأستاذ عبد المومن العشيري، الله وليه، تشرف الداعي لكم بالخير، مؤخراً، بحضور حفل بهيج بمسرح محمد الحداد، خصت به أسرة ثانوية الفارابي الإعدادية أحد أطرها البارزين وهو الأستاذ الجليل بنعيسى آيت بنعلي، بمناسبة بلوغه عتبة سن الرشد الثالث (حتى لا نتهمه بالتقاعد).. وبهذه المناسبة التكريمية اعترافاً بعطاء الأستاذ وتتويجاً لمسار مهني ناجح، كان حضور أطفال الغيوان، إضافة إلى المجموعة الصوتية لتلاميذ ذات المؤسسة بقيادة الفنان البارع الأستاذ أسامة الخليع، قوياً ومتميزاً للغاية.. واكتشفنا، من جديد، أن الفنان سعيد الزميت قد وسع دائرة الاهتمام بتراثنا الفني الأصيل، إذ عرفت قاعات المسرح التي اكتظت بالحضور، أجواءً فنية رائعة، صنعها أطفال في عمر الزهور، يغنون ويرقصون ويعزفون على أكثر من نغم: من الشطحات العيساوية، إلى الرقصات الكناوية، وليس انتهاءً بالهزات الجبلية، وفي صلبها العيطة المشهورة، والرايلة الأقل شهرة... آولايلاه ! (يا أولياء الله).. *** المهم، سرّ من حضر وشاهد وتفاعل..