فقدت الأغنية الكناوية والغيوانية، ومعها الساحة الفنية المغربية، صباح أمس الأحد، الفنان عبد الرحمن قيروش، الملقب ب"باكو"، بعد معاناة طويلة مع المرض. عبد الرحمن باكو (خاص) وقال عمر السيد، أحد مؤسسي مجموعة "ناس الغيوان"، إن عبد الرحمن، المولود عام 1948 بمدينة الصويرة، لفظ أنفاسه الأخيرة في مصحة بحي المعاريف في الدارالبيضاء، بعد معاناة طويلة مع المرض، مشيرا، في تصريح ل"المغربية"، إلى أن جنازة الراحل ستشيع فور عودة زوجته من السفر. وأجمع أعضاء مجموعة "ناس الغيوان" على أن الراحل، الذي أعطى الكثير للأغنية الغيوانية خلال فترة انتمائه إلى المجموعة التي دامت أزيد من 20 سنة، كان من أمهر عازفي "السنتير"، وأجمل الأصوات الغنائية الكناوية، مؤكدين أن الأغنية الغيوانية فقدت برحيل باكو أبرز روادها. وأوضح السيد أن الراحل كان من أبرز أفراد مجموعة ناس الغيوان، فبالإضافة إلى "تمكنه من آلة السنتير، وتوفره على صوت غنائي متميز، كان له حضور قوي على المسرح من خلال أدائه الأسطوري، الذي كان يجذب آلاف المتفرجين"، مشيرا إلى أنه خلد اسمه بمجموعة من الأغاني، أوصلت مجموعة ناس الغيوان إلى القمة. وكان الراحل، منذ بدايته الفنية، فنانا متميزا، خبر عوالم كناوة وأسرار العزف على آلة "السنتير"، ما مكنه من الانضمام إلى فرقة المغني الأمريكي الشهير، جيمي هاندريكس، كما عمل مع فرق موسيقية عالمية كفرقة "ليفينك تياتر"، قبل أن ينضم إلى مجموعة "جيل جيلالة"، منذ تأسيسها، ثم مجموعة ناس الغيوان، بعد أن غادرها الطاهري والسعدي. قضى باكو مع ناس الغيوان قرابة 20 سنة، قدم خلالها أغاني عديدة على الطريقة الكناوية من قبيل (غير خدوني، زاد الهم، الصدمة...)، ورغم أن قيمة باكو الفنية لا يمكن تعويضها، خصوصا أنه كان، بعد وفاة بوجميع، من الركائز الإفريقية والموسيقى الصوفية وليالي الجذبة، كما قدمها الفيلم السينمائي المشهور للمعنوني "الحال"، نفسه يصارع أمواج بحر الموسيقى الكناوية المسكون بسحر أوتار "السنتير"، التي اعتبرها العديد من الباحثين في الموسيقى العالمية آلة لها تأثير روحاني غريب على النفس.