توفي اليوم، الاحد 14 اكتوبر 2012، المعلم عبد الرحمان قيروش. المعروف ب "بَاكُو"، العضو السابق بمجموعة ناس الغيوان، عن عمر يناهز 64 سنة، وذلك بعد معاناة مريرة مع المرض.
وتشاء الصدف أن يرحل الفنان باكو في نفس الشهر الذي رحل فيه احد اقطاب الغيوان، المرحوم بوجميع، الذي توفي يوم 28 اكتوبر 1974، وكان كل منهما قد ترك بصمته الخاصة على أداء المجموعة.
وكان الراحل عضوا سابقا بفرقة "جيل جيلالة" قبل ان يلتحق بمجموعة "ناس الغيوان"، بعد مغادرة مولاي عبد العزيز الطاهري لها، والتحاقه بجيل جيلالة، ويعدّ التحاق باكو بالغيوان بداية تحول في مسار هذه المجموعة وخاصة بعد وفاة نجم المجموعة بوجمعة احكور المشهور ب"بوجميع"، حيث استطاع ان يترك بصمته الكناويّة وروح "الحال" التي تشبع بها بموكادور لدى معلمي تاكناويت الذين تشتهر بهم مدينة الصويرة.
التحق باكو بالغيوان في سنة 1974 قبل وفاة الراحل بوجميع بقليل حيث غنت المجموعة آخر أغاني الرحيل بوجميع الموسومة ب"غير خدوني" والتي ادنت برحيل بوجميع بعد سهرة طلابية بالقصر الكبير بثلاث ايام.
وشكل التحاق عبد الرحمان باكو بمجموعة الغيوان عنوانا لمرحلة تحول في مسار المجموعة حيث امتزجت موسيقى والحان تاكناويت التي يتقنها الراحل بكلمات وأشعار الرفض والمقاومة للفرقة، وكان ذلك واضحا من خلال "أغاني النادي أنا" و"الرغاية"و "نرجاك انا" وبعدها "صبرا وشاتيلا" و"مهمومة"...
ظلت المجموعة وفية لروح تاكناويت والجذبة التي طبع بها الراحل مسارها حتى بعد مغادرته لها أواسط التسعينيات بعد خلاف مع المجموعة وخاصة مع المرحوم العربي باطما. بعدها التحق باكو بمسقط رأسه موكادور ليواصل عشقه الكناوي وعزفه آلة السنتير "الهجهوج"، ويؤسس فرقة ضم إليها ابنيه هشام ويونس، كما شارك في مجموعة من التظاهرات الفنية التي كانت تقام في المدينة وخاصة مهرجان كناوة وليالي الحال المعروفة لدى "معلمي" هذا اللون الموسيقي ذي الجذور الافريقية.
وكان المرض قد الزم الراحل الفراش منذ مدة حيث كان يعاني في صمت جفاء الاصدقاء وحرقة فراقهم بالإضافة إلى معاناته مع المرض الذي المّ به ولم يمهله لمواصلة مسيرته الفنية المتألقة.
وبرحيل باكو، تكون الساحة المفنية قد فقدت احد اعمدتها وأحد اهرام موسيقى المجموعات ليلتحق بذلك ببوجميع و العربي باطما(مجموعة ناس الغيوان) ومحمد باطما ومحمد السوسدي والشريف(لمشاهب) والحسين بوفرتل (ازنزارن)...
ومن المنتظر ان يوارى جثمان الراحل الثرى غد الاثنين بمسقط رأسه بمُوكَادُور.