أول ما يمكن أن يصادف قاصد شباك التذاكر بالمحطة الطرقية لمدينة طنجة، هو مشهد أشخاص يستوقفون آخرين أمام باب المحطة ليستعطفونهم من أجل مساعدتهم على استكمال ثمن تذكرة السفر. ومن بين المبررات التي قد يستعملها هؤلاء لتبرير "تسولهم"، هو الارتفاع الذي تفاجأوا به في تكلفة اقتناء التذاكر نحو مختلف جهات المغرب. وسواء كان دافع هؤلاء "المتسولين" هو الحصول على تذكرة السفر، أم أن هذا المبرر هو فقط يافطة لتبرير هذا السلوك، فإن مسألة ارتفاع أسعار تذاكر السفر بشبابيك المحطة الطرقية، ليست بالأمر الجديد كلما حلت مناسبة عيد الأضحى المبارك، بحكم أن هذه المناسبة تعرف حالة من "الرهاب" في حركة السفر بشكل يصيب أسعار التذاكر بارتفاع جنوني. فمنذ أزيد من أسبوع من الآن، كانت نسبة مهمة من تذاكر السفر بالمحطة، قد اقتنيت من طرف عدد من المواطنين، رغم ان موعد سفرهم لن يحل سوى قبل يومين أو ثلاث من عيد الأضحى، والسبب في قيامهم بهذه الخطوة، هو احتمال ارتفاع التذاكر أو نفاذها بشكل سيضطرهم إلى الخضوع إلى ابتزازات المضاربين في السوق السوداء، الذين يستنزفون الشبابيك من تذاكر السفر قبل أن يقوموا بإعادة بيعها بأثمان جد مرتفعة عن قيمتها الحقيقية بنحو 14 في المائة في احسن الأحوال. مخاوف هؤلاء المواطنين الذين استبقوا الأمر، تحققت بشكل ملحوظ لدى نسبة كبيرة من الذين تأخروا في حجز مقاعدهم. حيث يؤكد أحد هؤلاء في تصريح ل "طنجة 24"، أنه اضطر للسفر إلى مدينة تطوان رفقة زوجته بعد أن اقتنى تذكرة بثمن 15 درهم للفرد الواحد، مع أن السعر الحقيقي في الأيام العادية لا يتجاوز 13,5 درهم، وذلك من أجل حجز مقعدين باتجاه مدينة الصويرة، بعد أن وجد أن التذاكر نفذت من شبابيك محطة طنجة. " وهناك اضطررنا أن ندفع 160 درهم للتذكرة الواحدة، في حين اننا معتادون على السفر إلى الصويرة انطلاقا من طنجة مقابل 140 درهم"، يضيف نفس المتحدث. ارتفاع أسعار التذاكر ليس وحده المصنف في دائرة التجاوزات التي يروح المواطنون ضحايا لها في هذه المناسبة. فمن التجاوزات الخطيرة التي لاحظتها "طنجة 24"، خلال معاينتها للأجواء داخل المحطة الطرقية، هو قيام بعض سائقي الحافلات، بالسماح بإضافة كراسي بلاستيكية في مؤخرة الحافلة، من أجل استيعاب أعداد إضافية من المسافرين. وهو ما يمكن أن ينجم عنه حوادث سير مميتة في أحد طرقات المملكة. النقل السري أيضا حاضر بقوة في المحطة الطرقية لطنجة خلال هذه الأيام، إذ من المعتاد جدا معاينة عربات "صطافيط" والنقل المزدوج متوقفة في جنبات خلفية من المحطة، فيما يقوم سماسرة بمزاحمة "الكورتيات" بعرض خدمات السفر على المواطنين الباحثين عن التذاكر النادرة، إلى وجهات مختلفة. "إنه سيناريو فوضوي يتكرر كل سنة في هذه المحطة، في ظل رقابة غائبة من طرف المسؤولين"، يقول لسان حال جل المتتبعين للأوضاع في المحطة الطرقية لطنجة.