– المختار الخمليشي وياسين العشيري بن عيسى: البلاد المغاربية تتوفر على مقومات لإقامة اتحاد نموذجي وفاعل. الخلفي: دول الاتحاد تجاوزت مسألة التدبير الأحادي لمجموعة من المجالات. التميمي: الشباب هم المؤهلون للعب دور حيوي في بناء الاتحاد المغاربي. أجمع ثلة من الباحثين والمختصين والمسؤولين الرسميين، على أن مسألة بناء مؤسسة المغرب العربي أصبحت ضرورة ملحة ليس على الصعيد الإقليمي فقط وإنما على الصعيد الدولي. وشدد المتدخلون خلال الجلسة الافتتاحية لندوة "دور النخب في بناء أفق الاتحاد المغاربي" المنظمة في إطار الدورة السابعة والعشرين لجامعة المعتمد بن عباد الصيفيةّ، ضمن فعاليات الدورة ال 34 لموسم أصيلة الثقافي، أن دور النخب يظل في هذا الباب حيويا، خاصة أمام الإشكاليات المختلفة التي تسبب فيها غياب هذا الدور منذ تأسيس هذا الإطار الإقليمي. وفي هذا السياق أبرز محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، أن هذه الأخيرة حاولت منذ مدة تعبئة جهود النخب الفكرية والإبداعية ، باعتبارهم السفراء الدائمين المبشرين ، وحاملي مشعل الأمل والحقيقة ، من أجل النقاش فيما بينهم ، بحرية ومسؤولية ،وبما يمكن من تحطيم الحدود المانعة للتواصل المبتغى بين المغاربيين ، والتعبير بجلاء عن توق الشعوب في عصر لا يؤمن بغير التكتلات وإعلاء المصالح. وأوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق، خلال كلمته بالمناسبة، أن بلدان المغرب العربي ، في وضع امثل ومشجع، بحيث لم تنشب بينها حروب طاحنة ومدمرة ، باستثناء مناوشات محدودة على الحدود، عادة ما وقفت وراء تحريكها أيادي أجنبية . مضيفا أن البلدان الخمسة للإتحاد المغاربي يجمعها التكامل على أكثر من صعيد، وتتوفر على أهم المقومات لإقامة اتحاد مغاربي نموذجي وفاعل. من جهته، قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربي، إن بلدان الاتحاد المغاربي عرفت هزة خلال فترة الربيع الديمقراطي نتج عنها فك الارتباط بين النخب الحزبية والثقافية، بعد أن كانت هذه الأخيرة بمثابة تابع للأولى خلال مرحلة السلطوية التي حكمت بلاد الاتحاد المغاربي. واعتبر الخلفي، أن هذا التحول العميق الذي حصل في البلدان المغاربية، سيعطي قيمة مضافة لأفق بناء اتحاد المغرب العربي الذي ظل متعثرا طوال عقود طويلة. وأشار في هذا الصدد بان الدول المغاربية قد تجاوزت مسألة التدبير الأحادي للشأن الأمني بالمنطقة. أما الكاتب والباحث التونسي، عبد الجليل التميمي، فقد شدد على أهمية البعد الثقافي لكسب رهان بناء الاتحاد المغاربي، مؤكدا على ضرورة توحيد المناهج الدراسية في البلدان الخمسة من أجل تثبيت قناعة الوحدة لدى الأجيال المغاربية. وحث رئيس مؤسسة التميمي للأبحاث بتونس، على إبلاء الاهتمام للشباب من فئة المدونين وتكوينهم مهنيا، باعتبارهم الفئة المؤهلة للقيام بثورة معلوماتية تدخل كل البيوت مما سيسهم في بناء اتحاد مغاربي قوي ومتسبث بهذه القناعات الوحدوية. هذا وتمتد ندوة "دور النخب في بناء أفق اتحاد المغرب العربي" على مدى ثلاثة أيام، حيث من المنتظر أن تخلص إلى مقترحات وتوصيات ختامية، بعد معالجة الموضوع من خلال ثلاثة محاور تتناول على التوالي إشكاليات تعاطي النخب مع التقلبات السياسية في المنطقة، والنخب المغاربية والمتغيرات الحاصلة في بلدان الاتحاد، ثم انشغالات النخب وأفق بناء الاتحاد المغاربي.