منير لخضر ماهو واقع المغرب العربي؟ ماهي أفاقه؟ وهل بناؤه ضرورة أم لا؟ وماهي كلفة «اللا مغرب». كانت هذه جملة من الأسئلة التي طرحت خلال الندوة الشهرية السابعة والعشرين لمركز الجزيرة للدراسات، يوم الخميس 25 دجنبر 2008 بالرباط. وتوزع النقاش الى ثلاثة محاور: المحور الأول ناقش واقع المغرب العربي. ومعوقات تحقق فكرة اتحاد المغرب العربي. والمحور الثاني تناول بالتحليل «كلفة اللامغرب. والمحور الثالث: الجانب الثقافي كمدخل للبناء المغاربي. واعتبر الدكتور امحمد مالكي أن فكرة المغرب العربي فكرة متجددة أدت دورها في مرحلة الإستقلال لما شكلت عضدا للحركات الإستقلالية المغاربية، إلا أنها لم تتحول الى مشروع مستقبلي للمجتمعات المغاربية، لأنها ارتهنت لإرث العلاقة الدولة والسلطة. وتساءل عن كيفية تخليص هذا المشروع من هذا الثقل وعن الخطوات التي يتعين القيام بها في سبيل ذلك وعزا الدكتور عبد الجليل التميمي سبب إخفاق بناء اتحاد المغرب العربي الى طبيعة الدولة القطرية التي سادت في المنطقة المغاربية بعد الإستقلال، حيث طغت النظرة القطرية على النظرة المغاربية. لكن الأستاذ امحمد مالكي في رده على الدكتور التميمي اعتبر أنه بدون دولة قطرية قوية لايمكن بناء فضاءات جهوية قوية، وقال إن الفكر القومي النقدي قام بمراجعات فكرية هامة تجاه فكرة الدولة القطرية. التي تسعى الى ترسيخ ثقافة المشاركة، وتحقيق العدالة الإجتماعية. وبناء اقتصاد منتج. وتحدث الدكتور عمار فعال عن وجود حقائق قوية تعيق المشروع وذكر منها: هيمنة بنية اقتصادية تابعة غير مناسبة تماما للتكامل، ووجود بعض النخب التي لم يحصل لديها الاقتناع التام بفكرة البناء المغاربي. وأثناء مناقشة كلفة «اللامغرب»، ذكر الدكتور مالكي أن هذه الكلفة لها أوجه اجتماعية. وثقافية وحضارية واقتصادية. وأشار الأستاذ مالكي في هذا الصدد الى الدراسة التي أنجزتها «مديرية الدراسات والتوقعات المالية» (O.f.p.f)، في أكتوبر 2008 باعتبارها دراسة مسؤولة والتي حددت معدل التجارة البينية في 3.1% بين الدول المغاربية. وهي نسبة طفيفة بالمقاربة مع حجم المبادلات التجارية بين دول الأسيان التي تبلغ 14.6% أو بين دول الاتحاد الأروبي 11%. مع العلم أن نسبة المبادلات التجارية بين الدول المغاربية في فترة الاستعمار كانت تبلغ 1.5% مما يعني أنها لم تعرف تطورا كبيرا رغم مرور نصف قرن على استقلال البلدان المغاربة. ولفت الدكتور التميمي. الانتباه الى كلفة هجرة الأدمغة، وأعطى مثالا على ذلك هو أنه من بين 1000 طبيب في فرنسا يوجد 700 جزائري. وقال الدكتور جفال إن الكلفة لها مستوى داخلي يتجلى في عدم استفادة الدول المغاربية من بعضها البعض، ومستوى خارجي متمثل في عدم وجود اتحاد مغاربي منسجم مما جعل دوله تتفاوض كطرف ضعيف مع دول الشمال الذي استطاع فرض شروطه عليها. وبخصوص دور الجانب الثقافي كمدخل للبناء المغاربي تحدث الدكتور مالكي عند معاهدة انشاء المغرب العربي 1989 التي نصت على إنشاء جامعة المغرب العربي، والأكاديمية المغاربية للعلوم. لكن هاتين المؤستين لم تريا النور بعد.