تصدرّ رئيس الحكومة الإسبانيّة السابق، خوان خوصي رُودريغيث ثَابَاتيرُو، إلى جوار الأمين العامّ لمؤسسة منتدى أصيلة محمّد بنعيسى، افتتاح الدورة ال34 من موسم أصيلة الثقافيّ الدوليّ.. وتمّ ذلك بحضور عالميّ ملفت تنوّعه بين مجالات عدّة أبرزها السياسة والثقافة والفنّ. وكشف وزير الشؤون الخارجيّة والتعاون المغربيّ الأسبق عن قرب انطلاق أشغال تشييد متحف أصيلة بحلول مطلع العام 2013.. معتبرا المنشأة المدعومة من طرف صندوق أبو ظبي للتنميّة، بمساهمة بلدية المدينة ومؤسسة منتدى أصيلة، ستعمل على ضمّ محفوظات دائمة عبارة عن منجزات نحت وصباغة وخزف أبدعها تشكيليّون دوليّون استضيفوا بموسم أصيلة في مناسبات عدّة كانت أقدمها عام 1978. الجهة المنظّمة، وضمن كلمة ألقاها محمّد بنعيسى، دعت إلى مراجعة نقديّة لكافة السياسات والبرامج والأسس النظريّة للتعاطي مع إشكالات الديمقراطيّة والتنميّة، بعيدا عن "القوالب الجاهزة" أو "الانكفاء على الذات والتعلق بالخوصوصيّة المتوهّمة المبرّرة للابتعاد عن ركب الحضارة المتسارع". وصول الموسم إلى محطّة العام الحالي جعلته يحمل همّ الحراك.. ليعلنه بنعيسى من حفل الافتتاح "حراكا ثقافيّا من نوع آخر، كانت أصيلة شَعلته بالجنوب.. بمشاركة نخب منتسبة لحقوق المعرفة سبقت وأن نبّت للأوضاع الراهنة التي تعيشها دول الشمال والجنوب على حدّ سواء". وإلى جوار الأنشطة الثقافية والفنية التي يلمّها برنامج الدورة ال34 من موسم أصيلة، كُشف بأنّ التظاهرة تنشغل هذا العام بإشكالات العلاقة "شمال جنوب" وكذا بناء اتحاد إقليميّ مغاربيّ.. بدء من ندوة استهلال مثيرة للجدل بخصوص "أزمة الشمال" مقابل "حراك الجنوب"، ووصولا إلى تباحث دور النخب في أفق بناء الاتحاد المغاربيّ. وعن ذات الموضوع قال ميغِيل أنخيل مُورَاتِينُوس، ضمن تصريح لهسبريس، إنّ بناء اتحاد مغاربيّ قويّ قد أضحى "ضرورة ملحّة".. وأضاف كبير الدبلوماسيّين الإسبان الأسبق: "سبق وأن تحرّكنا لصالح اتحاد مغاربيّ قويّ، والربيع العربيّ الحالّ بالدول المغاربيّة أصبح عامل تشديد لإرساء قواعد اتحاد إقليمي قادر على رفع التحدّيات الكبرى التي تنتظره". حري بالذكر أن ثَابَاتِيرُو، وهو المشارك ضمن الندوة الافتتاحيّة لموسم أصيلة ال34، قال إنّ البحر البيض المتوسّط "كان دوما يشجّع ساكنة ضفافه على الاستقرار والتطلّع إلى التقدّم.. مانحا إيّاهم القوّة لتجاوز كافّة الأزمات"، كما أورد عن العلاقات المغربيّة الإسبانيّة أنّه كان، خلال فترة ولايته الرئاسيّة للحكومة المركزيّة بمدريد، يعمل من أجل "إبقاء التواصل بين البلدين استرسالا للترابط التاريخي المتين بين الرباط ومدريد".. داعيا إلى "إرساء تكتّلات إقليميّة تعمل من أجل التعاون المشترك وإرساء السلام وتقويّة الاقتصاد بكافة السبل المتاحة".