أحيت فرقة "ابن عربي" للموسيقى والسماع الصوفي، مساء أمس الخميس، بمسرح "ساقية الصاوي"، بالقاهرة حفلا فنيا، سافر بالجمهور إلى رحاب موسيقى الذوق وإنشاد الروح. طيلة ساعتين، غصت جنبات المسرح، بأعداد كبيرة من أهالي القاهرة الشغوفين بمتابعة سفر موسيقي في كنه الكلم الصوفي الهادف والابتهالات الطربية والألحان التراثية الأنيقة. وبأعذب النغمات الروحية الوارفة التي انسابت بسلاسة جلية، وبأداء جذاب، صدح منشد الفرقة عبد الله المنصور الخليع، بصوت جهوري أخاذ، ملقيا قصائد وألحان تراثية لأسياد العارفين تنتشي بالروح وتجلي الهموم والشجن. فببراعة فنية جاذبة وبموهبة فائقة، استطاع أعضاء فرقة "ابن عربي" بأداء إنشادي جماعي لافت، أن يتحفوا الجمهور الحاضر، عزفا ولحنا، بمقطوعات موسيقية وابتهالات روحية مستوحاة من أعمال شعراء الصوفية المسلمين، أمثال محيي الدين بن عربي الصوفي وجلال الدين الرومي، وحافظ الشيرازي، وابن الفارض ورابعة العدوية والشستري وسيدي محمد الحراق العارف المغربي وغيرهم، وكأنهم يسعون إلى ربط ماضي الإنشاد الصوفي بحاضر البهاء الروحي والمقام النغمي الموسيقي. بين الفينة والأخرى، كانت تتعالى تصفيقات المصريين بحرارة، في تجاوب عفوي وتلقائي مع معزوفات صوفية وتراثية ألهبت حماسهم وأثرت بهجتهم ومكنوناتهم الروحية. قدمت فرقة "ابن عربي" خلال هذه الأمسية، مقطوعات وأغان تشدو بحس جمالي مرهف وتنتشي بالروح بولع وشوق عميق من قبيل "أحبك حبين" و" تراه إن غاب عني كل جارحتي" و" سلبت مني ليلى العقل" و" متيم في الهوى"... فرقة "ابن عربي" المغربية للإنشاد الصوفي، عادت إلى جمهورها المصري في سفر متجدد بعد غياب 3 سنوات، لتمتحه بأرقى قصائد التراث الصوفي وأبهاه، محتفية بذلك بمرور 30 سنة على تأسيسها. يقول مايسترو الفرقة ورئيسها عازف آلة القانون البديع، أحمد الخليع في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمناسبة، "نحن ننشد المحبة ونثري المودة، بأشعار وقصائد وابتهالات تغذي الروح وتسمو بالنفس إلى عوالم الذوق والطرب الأصيل".. ويضيف الخليع "سفرنا الليلة كان مع جمهور أرض الكنانة، التواق إلى النغم الأصيل والكلم الطيب ..فكل أمسياتنا هنا بأرض المحروسة، نحس خلالها بحب عارم وشوق وارف إلى فرصة اللقاء الذي يشدو دائما إلى المودة الغامرة"....