شكل مهرجان التاكرة الذي إحتضنته فضاءات ساحة البوكّار المحادية لحصن الفتح السعدي بمدينة العرائش، فرصة لإعطاء القيمة الحقيقية، للثروة السمكية التي تزخر بها سواحل العرائش. المهرجان كان أيضا محطة للتأكيد على أهمية الحفاظ على الخيرات السمكية، التي يتهددها الانقراض، بسبب الصيد الجائر للمراكب الأجنبية . مهرجان التاكرة هذه السنة في دورته الخامسة، حظي بإقبال كبير من الساكنة، وصل إلى حدود ألف وخمسمائة مشارك،حسب المنظمين. المتنافسون من عائلات وجمعيات وشركات، بذلوا مجهودا لتقديم ألذ وأجمل طاجين تاكرة سمك. وتنوعت مكونات التاكرة هذه السنة بين، طاجين سمك الشطون، المحار بزيت الأركان، الغرنك بالزبيب، كفتة السردين بالطماطم والثوم ، وتاكرة سمك الحلوف بالخضر . وكشف الجيلالي بنمسعودة مدير الدورة الخامسة، إن مهرجان التاكرة إختار هذه السنة تيمة " ميزة الجغرايا ورساخة عادات العيش"، للإحتفاء بالثروة السمكية والمنتوجات الفلاحية التي تنتجها أراضي سهل اللوكوس، وهي فكرة يضيف الجيلالي "متجذرة في الموروث الثقافي الغذائي لساكنة العرائش، ومنطقة شمال المغرب بشكل عام، لدى المسلمين واليهود على حد سواء ." من جانبه قال الفاعل الجمعوي محمد عابد، إن التاكرة لها جذور في الموروث الغذائي لأهل المنطقة، وهو ما أعطى التمازج الحضاري الذي عرفته العرائش طوال قرون. وأضاف ذات المتحدث، " لقد ساهمت التاكرة على حفظ العادات الغذائية للعرائيشيين" . وأكد عابد على أهمية تسويق هذه الثقافة الغذائية، على المستوى الوطني والبحر الأبيض المتوسط .داعيا إلى تصنيفها تراثا لا ماديا للإنسانية . يشار إلى أن جمعية المجد فازت بنسخة هذه الدورة، وحازت على درع المهرجان. وعن المعايير التي دفعت بهيئة التحكيم لمنح الرتبة الأولى لهذه الجمعية، قال خالد برواين عضو لجنة التحكيم، إن جميع من حضر المهرجان هو فائز ويستحق التكريم، "لأن مجرد المشاركة، هو دليل على حرص أبناء العرائش، من أجل الحفاظ على تقاليدهم الغذائية والثقافية". ودعا برواين إلى تشجيع هذه المحطات الثقافية، التي قد تساهم في جلب آلاف السياح لمدينتنا، والمنطقة عموما .