هيّ نقرأ.. ! ماذا نقرأ؟ لسنا بقارئي كف ولا طالع.. نحن، فقط، قراء جرائد وصفحات إلكترونية، وبعض ما يدور في الرؤوس المشتعلة شيباً من فرط السياسة.. هيّ نقرأ ما يجري ويدور في المقر الجديد لحزب المصباح، حيث صب البيجيدوين، معززين ببعض الحركيين، قليلاً من السائل المشتعل، وينتظرون عوذ ثقاب (الأجهزة التقريرية المركزية للحزب) لإشعالها ناراً قوية في (المجلس الجماعي) الذي ولد قيصرياً (Césarien) بفندق سيزار (César) في عملية القرن التي سجلت في كناش السوابق (من الأسبق إلى...) باسم تحالف (الحكامة الجيدة).. أحد الظرفاء أطلق عليه: (تحالف التحكم الجيد).. العقرب الكبير منتصب كحرف الألف في رقم 12، والعقرب الصغير متدلي، يتلمس رقم 6 الذي لا تخطئه عقارب أنصاف الحلول.. محلول باب المقر في وجه الجميع.. يدخلون فرادى وزرافات.. صحافيون.. مناضلون.. متعاطفون.. فضوليون.. متخفّون (لا مرئيون، أقصد) وهلم بشراً.. اليوم هو آخر اثنين من يناير الميت، وغداً لناظره لقريب.. قريباً من منصة الخطبة أخذت مكاني مع الزملاء، وأول ما خطر ببالي مسح فضاء القاعة بعيني اللتين لا تخطئ البرقوق في قاع السوق.. همست لجاري بالجنب: - وهاذ الكاتب العام كان مبرع في هذه الفيلاّ.. أول الفاتحين (للكلام، طبعاً) كان هو البشير العبدلاوي.. قال أشياء كثيرة، على أهميتها لم تكن بمثابة فتح جديد.. نحن قوم نحب الجيد، حتى وإن كنا لا نفرط في القديم.. جيد.. ولم يكن السي البشير جيداً جداً عندما توجه إلى الحاضرين في القاعة مكشراً عن أسنان الأستاذ المربي الثاوي فيه.. ثم مرر مكبر الصوت إلى صديقنا محمد سمير برحو الذي عودنا على البيان ولانتقال بين المقامات، وبين الطبقات الصوتية بسلاسة "الآيس كريم" الذي لا يوازيه غمس الخبز في الزيت.. زيت المصباح.. المصباح الذي على أهبة الاشتعال في هشيم القصر.. قصر البلدية، حتى لا تذهبوا أبعد من رياض الأنجليز. من بين المتحدثين، في الندوة الصحفية، البرلماني الشاب محمد خيي (لا علاقة له بلطيفة رأفت)، الذي من كثر عومه في بحر الكلام خرج مبللاً بالعرق، دون أن يثقب، بالأصبع الصريح، عين الذي سميّ بالفساد المرتبط بالمجلس الجماعي، خاصة في شقوق: العقار والتعمير والتدبير (التضبير) المفوض والصفقات (السفّ.. قات) وهلم تهماً.. وخرج إليها نيشان (هل تذكرون نيشان؟) المستشار الحركي صديقنا حسن بلخيضر الذي صب، حقيقة، القطران في فوهات المغاوير حتى طلّت علينا حيّات برؤوسها السوداء التي لا تبشر بالطمأنينة والسلام كما يروّج تليفزيون الوطن.. هذا الفتى تحلى بالجرأة الكاملة واختار أسلوب الغطس الذي يتطلب التركيز، بينما اختار ممثلو الحزب الحاكم السباحة الحرة، إذ قالوا كل شيء ولم يقولوا شيئاً.. يرى آخرون، ومنهم رئيس المجلس، أن إعلان مستشاري العدالة والتنمية، ومعهم عدد من أعضاء الحركة الشعبية، استقالتهم من المجلس الجماعي إنما هو لعب في الوقت الميت، بعدما تمكن الرئيس من تمرير آخر ميزانية للتسيير ولم يعد هناك أي محطة لتعليق المكتب المسير أو عصره بماكينة المعارضة.. وفي باب آخر، صرح العمدة نفسه بأن من يطعن في قانونية الدورة الاستثنائية وما تقرر خلالها فليلجأ إلى القضاء.. قضاء.. ضاء.. آء. - نلتقي !