نجح أزيد من 1100 مهاجر غير شرعي ينحدرون من دول جنوب الصحراء الإفريقية، في تجاوز الأسلاك الشائكة المحيطة بمدينة سبتة الرازحة تحت الاحتلال الإسباني، خلال عمليات اقتحام جماعية شهدتها فترات متفرقة من سنة 2017. وأفادت معطيات كشفت عنها السلطات الإسبانية الباسطة نفوذها على مدينة سبتة السليبة، أن سنة 2017، سجلت أزيد من 30 محاولة من طرف المهاجرين الأفارقة، اقتحام الثغر السليب، انطلاقا من غابات منطقة "بليونش" المحاذية للشريط العازل قرب السياج الشائك الذي يفصل سبتة عن بقية الأراضي المغربية بشمالي المملكة. ونجح خلال هذه المحاولات، ما مجموعه 1130 مهاجر ينحدرون من مختلف دول إفريقيا جنوب الصحراء، في الوصول إلى مدينة سبتة، ومعانقة حلمهم الذي قطعوا من أجله آلاف الأميال انطلاقا من بلدانهم. غير أن أكبر عمليات اقتحام السياج الشائك المحيط بمدينة سبتة، تم تسجيلها في شهر فبراير من العام المنثرم، حيث نجح زهاء 750 مهاجر في التسلل إلى المدينةالمحتلة، بعد عملية اقتحام بتاريخ 17 فبراير 2017، كما نجح 600 آخرون في اللحاق بهم يوم 20 من نفس الشهر. وقد تسبب هذا التدفق الكبير للمهاجرين الأفارقة على سبتة، في اكتظاظ غير مسبوق بمركز الإيواء الوحيد في المدينة، ما شكل ضغطا كبيرا على المسؤولين الإسبان الذين لجأوا إلى نقل أعداد من هؤلاء المهاجرين إلى مدن إسبانية وإيداعهم في مراكز إيواء هناك. ومع توالي عمليات اقتحام المهاجرين الأفارقة للسياج الفاصل، لجأت السلطات الإسبانية، إلى تعزيز حضورها الأمني في الجانب الخاضع لسيطرتها بالمنطقة العازلة، كما قامت بتخصيص مروحية لعميات مراقبة مستمرة، عبر طلعات ليلية في محاولة لردع أي محاولات اقتحام محتملة. وتقول المصادر الإسبانية، إن هذه الإجراءات ساهمت بشكل كبير في الحد من عمليات اقتحام المهاجرين لمدينة سبتة. فباستثناء نجاح 187 شخص في الوصول إلى الثغر السليب خلال عملية اقتحام لمعبر "تارخال" في غشت الماضي، فإن معظم المحاولات باءت بالفشل، إذ تم منذ تلك الفترة، تسجيل نجاح 14 شخص فقط في اقتحام سبتة.