ما انفكت مشاكل برشلونة تزداد يوماً بعد يوم، فمن حالة عدم الرضا على الشكل الفني للفريق الذي لا يقنع ولا يمتع كالسابق إلى غياب المعوّض الحقيقي لرحيل البرازيلي نيمار الذي أخلّ بمنظومة الفريق الهجومية إلى وابل الإصابات المقلقة، التي كان آخرها من نصيب "المجتهد" سيرجي روبيرتو وزميله البرتغالي أندري غوميز.. جاء الدور بعد كل هذه العراقيل على مشكلة عويصة اسمها لويس سواريز.. بعد أن كان الأخير يمثل حلاً لكل مأزق. هذه المشلكة بدت أكثر تجلياً في مواجهة الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا عندما عجز برشلونة (المتصدر ب 10 نقاط) عن ضمان بطاقة التأهل رسمياً عن المجموعة الرابعة من ملعب أولمبياكوس (0-0)، وهو الذي أسقطه قبل حوالي أسبوعين في ال"كامب نو" (3-1)، وليس هذا فحسب بل وعجز ال"بلاوغرانا" عن هز الشباك في مباراة لدور المجموعات ضمن دوري الأبطال، للمرة الأولى منذ ديسمبر 2012 أمام أمام بنفيكا البرتغالي. مالذي حدث لسواريز؟ سؤال قد تبدو إجابته غامضة مبدئياً ولكنّ الأرقام تؤكد التقهقر الكبير لل"بيستوليرو" حتى الآن.. في انتظار أن يثبت العكس ويعود لطبيعته في قادم المباريات. تقهقر واضح وصعب التبرير أرقام سواريز هذا الموسم تؤكد انحداره الملحوظ حيث لم يزر مهاجم أوروغواي الشباك سوى في ثلاث مناسبات فقط وتحديداً أمام إسبانيول (5-0) وجيرونا (0-3) وأخيراً أتلتيكو مدريد (1-1)، ولكنّ هذه الإحصائية البارزة محلياً تدعمت ليلة البارحة بإحصائية أخرى قارية وهي أنّ سواريز لم يبصر نور الشباك في دوري الأبطال هذا الموسم على الرغم من انقضاء 4 مباريات كاملة تبدو منطقياً في متناول قناص البرصا خاصة وأن الفريق حقق فيها نتائج مبهرة بالفوز على يوفنتوس (3-0) وسبورتنغ لشبونة على أرضه (1-0) وأولمبياكوس كما ذكرنا (3-1). مشكلة سواريز أمام المرمى ليست وليدة اللحظة، وإذا ما تمعنّا في أرقامه منذ المجيء إلى برشلونة فسنرى أنّ تراجعه يأخذ منحًى منتظماً باستثناء موسمه الأول الذي أحرز فيه 25 هدفاً (كافة المسابقات الرسمية) حيث كان حينها في مرحلة بداية التأقلم مع الفريق، ولكنّ موسم بروزه في 2015-2016 والذي شهد تتويجات بالجملة وقّع فيه على 59 هدفاً كاملاً (كافة المسابقات)، ومن ثم بدأ يتراجع في الموسم الماضي حيث سجل 37 هدفاً، منها 3 أهداف فقط طيلة مشوار دوري الأبطال، وهو ما يعتبر رقماً ضعيفاً لمهاجم في حجم لويس سواريز. انحدار سواريز في هذا الموسم لا يأتي في ظرف جيد للفريق الذي يعاني على أكثر من صعيد، وبات سواريز أمام امتحان حقيقي للتقليل من إهدار الفرص وبالتالي استعادة مستواه المعهود، لا سيما أنه لم يحقق سوى 3 أهداف فقط في آخر 13 مباراة لعبها مع برشلونة في جميع المسابقات. ميسي ينتظر صحوة سواريز عقم سواريز هجومياً لا يؤثر على وضعه كمهاجم قناص فقط بل يمس كافة نجوم الفريق الذين يتأثرون بدورهم بتدهور مستواه، ومنهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي ما يزال يحمل حتى اللحظة عبء الفريق على كاهله دون مساهمات كبيرة من أحد. ميسي الذي سجّل حتى الآن 16 هدفاً (12 في الدوري + 3 في دوري أبطال أوروبا + 1 في السوبر الإسباني)، يأمل أن يستعيد سواريز عافيته قريباً، لإيجاد شكل هجومي قوي مع ترقب عودة الفرنسي عثمان ديمبيليه من الإصابة، ليكتمل جهود الثلاثي الذي يعوّل عليه ميسي وبرشلونة من أجل تصدر منصات التتويجات المحلية والقارية مجدداً هذا الموسم.